الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
213 - قال : وحدثنا مسلم ، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا يزيد بن هارون ، أنا ابن عون ، عن ابن سيرين ، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - ، قال : كان ابن لأبي طلحة يشتكي ، فخرج أبو طلحة ، فقبض الصبي ، فلما رجع أبو طلحة ، قال : ما فعل ابني ؟ قالت أم سليم : هو أسكن مما كان ، فقربت إليه العشاء ، فتعشى ، ثم أصاب منها ، فلما فرغ ، قال : واروا الصبي ، فلما أصبح أبو طلحة أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فأخبره ، فقال : أعرستم الليلة ؟ قال : نعم ، قال : اللهم بارك لهما ، فولدت غلاما ، فقال لي أبو طلحة : احمله حتى تأتي به النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فأتى به النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وبعثت معه بتمرات ، فأخذه النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : أمعه شيء ؟ قالوا : نعم ، تمرات ، فأخذه النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فمضغها ، ثم أخذها من فيه ، فجعله في في الصبي ، ثم حنكه ، وسماه عبد الله ،

وفي بعض الروايات ، فولد لعبد الله جماعة قرؤوا القرآن ببركة دعاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم .

قال الإمام - رحمه الله - : قوله : واروا الصبي ، أي : ادفنوه ، يقال : واريته ، أي : سترته . قوله : أعرستم الليلة ؟ أي : هل جرى بينك وبين أهلك البارحة صحبة ، يعني الجماع ، يقال : أعرس الرجل ، فهو معرس ، وفي في الصبي ، أي : في فم الصبي ، وحنكه ، أي : ألصقه بحنكه ، وقولها : هو أسكن مما كان ، لم ترد أن تضيق صدر زوجها ، فيفوته العشاء ، فعرضت له بكلام أوهمته أنه يسكن مرضه ، وإنما أرادت هو أسكن مما كان ، أن الميت أسكن من الحي ، أي : سكنت حركة حياته فظن أبو طلحة أن الولد قد هدأ ، وسكن من علته .

التالي السابق


الخدمات العلمية