5109 5110 ص: حدثنا فهد ، قال: ثنا أبو غسان (ح).
وحدثنا سليمان بن شعيب ، قال: ثنا علي بن معبد، قالا: ثنا أبو بكر بن عياش، قال: ثنا عاصم بن بهدلة، قال: حدثني أبو وائل ، قال: حدثني ابن معيز السعدي ، قال: "خرجت أسقد فرسا لي بالسحر، فمررت على مسجد من مساجد بني حنيفة ، فسمعتهم يشهدون أن مسيلمة رسول الله، قال: فرجعت إلى عبد الله بن مسعود ، -رضي الله عنه- فذكرت له أمرهم، فبعث الشرط، فأخذوهم، فجيء بهم إليه، فتابوا ورجعوا عما قالوا، وقالوا: لا نعود، فخلى سبيلهم، وقدم رجلا منهم يقال له: عبد الله بن] النواحة فضرب عنقه، فقال الناس: أخذت قوما في أمر واحد فخليت سبيل بعضهم وقتلت بعضهم؟! فقال: كنت عند رسول الله -عليه السلام- جالسا فجاء ابن النواحة ، ورجل معه يقال له: حجر بن وثال، وافد من عند
[ ص: 168 ] مسيلمة، فقال لهما رسول الله -عليه السلام-: أتشهدان أني رسول الله؟ فقالا: أتشهد أنت أن مسيلمة رسول الله؟ فقال لهما: أمنت بالله وبرسوله، لو كنت قاتلا وفدا لقتلتكما. فلذلك قتلت هذا".
فهذا عبد الله بن مسعود قد قتل ابن النواحة ، ولم يقبل توبته؛ إذ علم أنه هكذا خلقه ، يظهر التوبة إذ ظفر ثم يعود إلى ما كان عليه إذا خلي.


