الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                5228 5229 ص: وقد روى مثل ذلك أيضا عن جبلة بن عمرو :

                                                حدثنا ابن خزيمة، قال: ثنا يوسف بن عدي ، قال: ثنا ابن المبارك ، عن ابن لهيعة ، عن بكير بن الأشج ، عن سليمان بن يسار: " ، أنهم كانوا مع معاوية بن حديج في غزوة المغرب، فنفل الناس، ومعنا أصحاب النبي -عليه السلام- فلم يردوا ذلك غير جبلة بن عمرو ".

                                                حدثنا ابن خزيمة، قال: ثنا يوسف ، قال: ثنا ابن المبارك ، عن ابن لهيعة ، عن خالد بن أبي عمران ، قال: "سألت سليمان بن يسار ، عن النفل في الغزو، فقال: لم أر أحدا صنعه غير ابن حديج؛ نفلنا بأفريقية النصف بعد الخمس ومعنا من أصحاب النبي -عليه السلام- من المهاجرين الأولين أناس كثير، فأبى جبلة بن عمرو ، أن يأخذ منها شيئا".

                                                التالي السابق


                                                ش: أي وقد روى مثل ما ذكرنا أن النفل لا يكون إلا من الخمس عن جبلة بن عمرو الأنصاري الصحابي أخو أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري -رضي الله عنهما-، أخرجه من طريقين فيهما عبد الله بن لهيعة المصري، فيه مقال.

                                                [ ص: 330 ] وسليمان بن يسار الهلالي أبو أيوب المدني مولى ميمونة زوج النبي -عليه السلام-، أخو عطاء بن يسار، روى له الجماعة.

                                                ومعاوية بن حديج - بضم الحاء المهملة وفي آخره جيم - التجيبي أبو نعيم الكندي الخولاني المصري له صحبة، وقيل: لا صحبة له. والأول أصح، ولي الإمرة على غزو المغرب سنة أربع وثلاثين وسنة أربعين وسنة خمسين.

                                                وخالد بن أبي عمران التجيبي أبو عمر التونسي قاضي إفريقية، واسم أبي عمران زيد، قال ابن يونس: كان فقيه أهل المغرب ومفتي أهل مصر والمغرب، وكان يقال: إنه مستجاب الدعوة. وقال ابن سعد: كان ثقة إن شاء الله تعالى. وقال أبو حاتم: لا بأس به. روى له مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي .

                                                والأثر أخرجه ابن يونس في ترجمة جبلة بن عمرو معلقا، وقال: وحديثه رواه ابن وهب عن عمرو بن الحارث ، عن بكر بن الأشج، قال: "سألت سليمان بن يسار عن النفل في الغزو، فقال: نفلنا معاوية بن حديج بإفريقية، فأبى جبلة بن عمرو الساعدي صاحب النبي -عليه السلام- أن يأخذ من ذلك شيئا".

                                                قلت: غزوة معاوية بن حديج إفريقية سنة أربع وثلاثين، والله أعلم.




                                                الخدمات العلمية