الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                5182 ص: حدثنا فهد ، قال: ثنا أبو كريب ، قال: ثنا أبو أسامة ، عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى ، -رضي الله عنه- قال: " لما فرغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من حنين؛ ، بعث أبا عامر على جيش إلى أوطاس، ، فلقي دريد بن الصمة ، فقتل دريد، ، وهزم الله - عز وجل - أصحابه". .

                                                التالي السابق


                                                ش: إسناده صحيح.

                                                وأبو كريب محمد بن العلاء الهمداني شيخ الجماعة.

                                                وأبو أسامة حماد بن أسامة القرش الكوفي روى له الجماعة.

                                                وبريد - بضم الباء الموحدة وفتح الراء - بن أبي بردة الكوفي، روى له الجماعة.

                                                وأبو بردة - بضم الباء الموحدة وسكون الراء - اسمه عامر، وقيل: الحارث الكوفي روى له الجماعة.

                                                وأبوه أبو موسى الأشعري -رضي الله عنه- واسمه عبد الله بن قيس .

                                                وأخرجه مسلم مطولا: ثنا عبد الله بن [براد] وأبو كريب - واللفظ لابن [براد] - قال: ثنا أبو أسامة ، عن بريد بن أبي بردة ، عن أبيه قال: "لما فرغ رسول الله -عليه السلام- من حنين؛ بعث أبا عامر على جيش إلى أوطاس فلقي دريد بن الصمة، فقتل دريد وهزم الله أصحابه، فرمي أبو عامر في ركبته رماه رجل من بني جشم بسهم فأثبته في ركبته، فانتهيت إليه فقلت: يا عم، من رماك؟ فأشار أن ذاك

                                                [ ص: 241 ] قاتلي. قال أبو موسى: فقصدت له فلحقته فاختلفنا ضربتين فقتلته، ثم رجعت إلى أبي عامر فنزعت السهم، فقال: يا ابن أخي انطلق إلى رسول الله -عليه السلام-، فأقرئه مني السلام وقل له: يقول لك استغفر لي، ومكث يسيرا فمات، فلما رجعت إلى رسول الله -عليه السلام- فأخبرته بخبر أبي عامر، وقلت له: قال: استغفر لي، فرفع يديه وقال: اللهم اغفر لعبدك أبي عامر، ثم قال: اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك".


                                                قوله: "من حنين" أي: من غزوة حنين، وكانت في سنة ثمان من الهجرة.

                                                قوله: "بعث أبا عامر" وهو أبو عامر الأشعري عم أبي موسى الأشعري واسمه عبيد بن سليم، قتل يوم حنين، وقال ابن إسحاق: لما انهزمت هوازن ذهبت منهم فرقة فيهم الرئيس مالك بن عوف النضري، فلجئوا إلى الطائف فتحصنوا بها، وسارت فرقة فعسكروا بمكان يقال له: أوطاس، فبعث إليهم رسول الله -عليه السلام- سرية من أصحابه عليهم أبو عامر الأشعري، فقاتلوهم فغلبوهم، فرمي أبو عامر بسهم فقتل، فأخذ الراية أبو موسى الأشعري، وهو ابن عمه فقاتلهم، ففتح الله عليه وهزمهم الله، ويزعمون أن سلمة بن دريد هو الذي رمى أبا عامر الأشعري بسهم فأصاب ركبته فقتله، وقال:


                                                إن تسألوا عني فإني سلمه ابن سمادير لمن توسمه



                                                أضرب بالسيف رءوس المسلمه

                                                وقيل: إن دريدا هو الذي قتل أبا عامر وقتله أبو موسى، وذلك غلط؛ فإن دريدا إنما حضر الحرب شيخا كبيرا ولم يباشر الحرب لكبره، قاله ابن الأثير في ترجمة أبي عامر .

                                                قوله: "إلى أوطاس" وهو موضع بين ذات عرق وبين غمرة.

                                                قوله: "فقتل دريد" أي: دريد بن الصمة، قتله ربيع بن رفيع بن أهبان بن ثعلبة السلمي الصحابي على ما يأتي، والصمة - بكسر الصاد وتشديد الميم -

                                                [ ص: 242 ] قال الجوهري: الصمة: الرجل الشجاع، والذكر من الحيات، وجمعه صمم، ومنه سمي دريد بن الصمة .




                                                الخدمات العلمية