الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                6198 ص: فإن قال قائل: فأنت لا تكره عضباء القرن وفي حديث جري بن كليب عن علي -رضي الله عنه- عن النبي -عليه السلام- النهي عنها.

                                                قيل له: إنما تركنا ذلك لأن عليا -رضي الله عنه- لم ير بأسا فيما قد رويناه عنه في حديث حجية بن عدي فعلمنا بذلك أن عليا -رضي الله عنه- لم يقل بعد رسول الله -عليه السلام- خلاف ما قد سمعه من رسول الله -عليه السلام- إلا بعد ثبوت نسخ ذلك عنده.

                                                التالي السابق


                                                ش: تقرير السؤال أن يقال: إن أبا حنيفة وأصحابه الذين هم من أهل المقالة الثانية قد احتجوا فيما ذهبوا إليه من أن العيوب الأربعة غير مختصة بمنع الأضحية بل غير ذلك أيضا يمنع كما قد بيناه ومن جملة ما احتجوا به في ذلك حديث علي -رضي الله عنه- الذي رواه عنه جري بن كليب وفيه النهي عن عضباء القرن، ومع ذلك فهم يجيزون عضباء الأذن ولا يكرهونها فيكونون حينئذ تاركين لما قد احتجوا به فأجاب عنه بقوله: "إنما تركنا ذلك لأن عليا -رضي الله عنه- روي عنه في حديث حجية بن [ ص: 503 ] عدي أنه لم ير بذلك بأسا حيث قال: "لا يضرك" لما سأله الرجل عن مكسورة القرن، فعلم من ذلك أن عليا -رضي الله عنه- لم يقل ما قاله بعد رسول الله -عليه السلام- بخلاف ما قد سمع عن النبي -عليه السلام- إلا بعد ثبوت نسخ ذلك عنده إذ لا يجوز على علي بن أبي طالب أن يفتي بخلاف ما سمع من النبي -عليه السلام- إلا بهذا الطريق، على أنا نقول: إن ابن حزم قد ضعف خبر جري بن كليب، حيث قال: وروي في الأعضب أثر أنه لا يجزئ ولا يصح لأنه من طريق جري بن كليب، وليس مشهورا.




                                                الخدمات العلمية