الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
44 - (باب ذكر البيان) :

أن جميع أمة النبي - صلى الله عليه وسلم - برهم وفاجرهم ، مؤمنهم ومنافقهم ، وبعض أهل الكتاب يرون الله - عز وجل - يوم القيامة .

- يراه بعضهم رؤية امتحان ، لا رؤية سرور وفرح ، وتلذذ بالنظر في وجه ربهم عز وجل - ذي الجلال والإكرام .

وهذه الرؤية : قبل أن يوضع الجسر بين ظهري جهنم .

[ ص: 421 ] - ويخص الله - عز وجل - أهل ولايته من المؤمنين بالنظر إلى وجهه ، نظر فرح وسرور وتلذذ .

1 - ( 246 ) : حدثنا أبو موسى ، محمد بن المثنى ، قال : ثنا ربعي بن علية ، عن عبد الرحمن بن إسحاق ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : سألنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلنا : يا رسول الله : هل نرى ربنا يوم القيامة ؟

(فقال : هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب ؟ قال : قلنا : لا) ، فقال : هل تضارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب ؟ قال : قلنا لا ، قال : فإنكم ترون ربكم عز وجل - كذلك يوم القيامة .

قال : يقال : من كان يعبد شيئا فليتبعه ، فيتبع الذين كانوا يعبدون الشمس الشمس ، فيتساقطون في النار . [ ص: 422 ] ويتبع الذين كانوا يعبدون القمر القمر فيتساقطون في النار ، ويتبع الذين كانوا يعبدون الأوثان ، الأوثان ، والأصنام الأصنام ، وكل من كان يعبد من دون الله . فيتساقطون في النار .

ويبقى المؤمنون ومنافقوهم بين أظهرهم ، وبقايا من أهل الكتاب يقللهم بيده .

فيقال لهم : ألا تتبعون ما كنتم تعبدون ؟

فيقولون : كنا نعبد الله ، ولم نر الله .

قال : فيكشف عن ساق ، فلا يبقى أحد كان يسجد لله إلا خر ساجدا ، ولا يبقى أحد كان يسجد رياء وسمعة إلا وقع على قفاه .

ثم يوضع الصراط بين ظهري جهنم
" .

ثم ذكر الحديث بطوله .

[ ص: 423 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية