الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
46 - (باب ذكر البيان) :

إن رؤية الله التي يختص بها أولياؤه يوم القيامة ، (هي) التي ذكر في قوله : وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة .

ويفضل بهذه الفضيلة أولياءه من المؤمنين ، . ويحجب جميع أعدائه عن النظر إليه من مشرك ومتهود ومتنصر ومتمجس ومنافق ، كما أعلم في قوله : كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون

وهذا نظر أولياء الله إلى خالقهم - جل ثناؤه - بعد دخول أهل الجنة الجنة ، وأهل النار النار ، فيزيد الله المؤمنين كرامة وإحسانا إلى إحسانه تفضلا منه ، وجودا بإذنه إياهم النظر إليه ويحجب عن ذلك جميع أعدائه .

1 - ( 258 ) : حدثنا محمد بن بشار (بندار) ، قال : ثنا عبد الرحمن - يعني ابن مهدي ، بن حسان ، - قال : ثنا حماد بن سلمة ، عن ثابت البناني ، عن عبد الرحمن بن أبي [ ص: 444 ] ليلى ، عن صهيب ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله تعالى : للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ، قال :

إذا دخل أهل الجنة الجنة ، نادى مناد ، يا أهل الجنة : إن لكم عند ربكم موعدا قالوا : ألم تبيض وجوهنا ، وتنجنا من النار وتدخلنا الجنة ؟

قال : فيكشف الحجاب .

قال : " فوالله ما أعطاهم شيئا هو أحب إليهم من النظر " .


[ ص: 445 ] - ( 259 ) : حدثنا يوسف بن موسى ، قال : ثنا يزيد بن هارون ، قال : حدثنا حماد بن سلمة .

3 - (000) : وحدثنا بحر بن نصر الخولاني ، وزكريا بن يحيى بن إياس ، قالا : ثنا أسد - وهو - ابن موسى ، قال ثنا حماد بن سلمة به .

عن ثابت البناني ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن صهيب ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم [ ص: 446 ] قال : " إذا دخل أهل الجنة الجنة ، نودوا : يا أهل الجنة : إن لكم موعدا لم تروه ، فقالوا : ما هو ؟ ألم تبيض وجوهنا ، وتزحزحنا عن النار ، وتدخلنا الجنة ؟ .

فيكشف الحجاب : فينظرون الله تعالى .

فوالله ما أعطاهم الله شيئا أحب إليهم منه ، ثم قرأ للذين أحسنوا الحسنى وزيادة
" .

هذا حديث يزيد بن هارون ، وليس في خبر أسد بن موسى قراءة الآية .

وقال بحر في حديثه : " إذا دخل أهل الجنة الجنة ، وأهل النار النار ، نادى مناد . : يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعدا يريد أن ينجزكموه . فيقولون ما هو ؟

ألم يثقل موازيننا ، ويبيض وجوهنا وأدخلنا الجنة وأخرجنا من النار ؟ ، قال : فيكشف الحجاب ، فينظرون إليه ، فوالذي نفسي بيده ما أعطاهم الله شيئا أحب إليهم من النظر إليه " .


وفي خبر روح بن عبادة : " إذا دخل أهل الجنة الجنة ، وأهل النار النار نادى مناد : يا أهل الجنة : إن لكم عند الله موعدا ، فيقولون : ما هو ؟ [ ص: 447 ] ألم يثقل موازيننا ، ويبيض وجوهنا ، وأدخلنا الجنة ونجانا من النار ؟

قال : فيكشف الحجاب فينظرون إليه ، قال : فوالله ما أعطاهم الله شيئا قط هو أحب إليهم من النظر إليه
" .

التالي السابق


الخدمات العلمية