الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
41 - ( 305 ) : حدثنا سلم بن جنادة القرشي ، قال : ثنا وكيع ، عن يزيد بن إبراهيم ، عن قتادة ، عن عبد الله بن شقيق ، قال : قال رجل لأبي ذر لو رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم لسألته ، قال : عما كنت تسأله ؟

قال : كنت أسأله : هل رأيت ربك ؟

قال أبو ذر : قد سألته ، قال : " نور أنى أراه " .


[ ص: 511 ] قال أبو بكر : في القلب من صحة سند هذا الخبر شيء ، لم أر أحدا من أصحابنا من علماء أهل الآثار فطن لعلة في إسناد هذا الخبر ، فإن عبد الله بن شقيق ، كأنه لم يكن يثبت أبا ذر ، ولا يعرفه بعينه واسمه ونسبه .

42 - ( 306 ) : لأن أبا موسى محمد بن المثنى ثنا ، قال : ثنا معاذ بن هشام ، قال : حدثني أبي ، عن قتادة ، عن عبد الله بن شقيق ، قال : أتيت المدينة ، فإذا رجل قائم على غرائر سود ، يقول : ليبشر أصحاب الكنوز بكرة في الحياة والموت ، فقالوا : هذا أبو ذر ، صاحب رسول - صلى الله عليه وسلم .

قال أبو بكر : فعبد الله بن شقيق يذكر بعد موت أبي ذر ، أنه رأى رجلا يقول هذه المقالة ، وهو قائم على غرائر سود ، خبر أنه أبو ذر ، كأنه لا يثبته ولا يعلم أنه أبو ذر .

[ ص: 512 ] وقوله : " نور أنى أراه " ، يحتمل معنيين : أحدهما نفي ؛ أى : كيف أراه ، وهو نور ، والمعنى الثاني : أى : كيف رأيته ، وأين رأيته ، وهو نور ، لا تدركه الأبصار ، إدراك ما تدركه الأبصار من المخلوقين ، كما قال عكرمة : إن الله إذا تجلى بنوره لا يدركه شيء .

والدليل على صحة هذا التأويل الثاني : أن إمام أهل زمانه في العلم والأخبار : محمد بن بشار بندار ثنا بهذا الخبر قال :

التالي السابق


الخدمات العلمية