الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
45 - ( 309 ) : حدثنا بندار أيضا ، قال : ثنا عبد الرحمن بن مهدي ، قال : ثنا يزيد بن إبراهيم التستري ، عن قتادة ، عن عبد الله بن شقيق ، قال قلت لأبي ذر ، لو رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم لسألته : قال : وعن أى شيء كنت تسأله ؟ قال : كنت أسأله ، هل رأيت ربك ؟ قال : قد سألته ، فقال : (نورا أنى أراه) ، كذا قال لنا بندار أنى [ ص: 514 ] أراه ، لا كما قال أبو موسى ، فإن أبا موسى قال : إني أراه .

قال أبو بكر : قوله أنى ، يحتمل معنيين ، أحدهما النفي ، والآخر الإثبات ، قال الله تعالى نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم فمعنى (أنى) : أى : شئتم ، فيجوز أن يكون معنى خبر أبي ذر (أنى أراه) ، فمعنى أنى - في هذا الموضع : أى كيف شئتم ، وأين شئتم ، ويجوز أن يكون معنى خبر أبي ذر : (أنى أراه) أى : أين أراه ، أو كيف أراه ، فهو نور ، كما رواه معاذ بن هشام ، عن أبيه ، خبر أبي ذر : (رأيت نورا) فعلى هذا اللفظ يكون معنى قوله : (أنى أراه) أى : أين أراه ؟ أو كيف أراه ؟ فإنما أرى نورا ، والعرب قد تقول أنى على معنى النفي ، كقوله - عز وجل - : قالوا أنى يكون له الملك علينا . الآية .

[ ص: 515 ] يريدون : كيف يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ، فلو كان معنى قول أبي ذر من رواية يزيد بن إبراهيم التستري (أنى أراه) ، أو ، (أنى أراه) على معنى نفي الرؤية ، فمعنى الخبر : أنه نفي رؤية الرب ، لأن أبا ذر قد ثبت عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد رأى ربه بقلبه " .

[ ص: 516 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية