الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
2054 - الحسن بن علي بن محمد بن سليمان ، أبو محمد القطان - ويعرف بابن علويه :

ولد في شوال سنة خمس ومائتين ، سمع عاصم بن علي وغيره ، روى عنه النجاد ، والخطبي ، وكان ثقة ، وتوفي في شهر ربيع الآخر من هذه السنة .

2055 - سعيد بن إسماعيل بن سعيد بن منصور ، أبو عثمان الواعظ الحيري:

ولد بالري ونشأ بها ، ثم انتقل إلى نيسابور فسكنها إلى أن توفي بها في ربيع الآخر من هذه السنة ، سمع الحديث بالري من محمد بن مقاتل ، وموسى بن نصر ، وبالعراق [ ص: 120 ] من محمد بن إسماعيل الأحمسي ، وحميد بن الربيع اللخمي وغيرهما ، ودخل بغداد ، ويقال: إنه كان مستجاب الدعوة .

أخبرنا [أبو منصور] القزاز ، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت ، قال:

أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب ، قال: حدثنا محمد بن نعيم الضبي ، قال: سمعت أمي تقول: سمعت مريم امرأة أبي عثمان ، تقول: صادفت من أبي عثمان خلوة فاغتنمتها ، فقلت: يا أبا عثمان ، أي عملك أرجى عندك؟ فقال: يا مريم لما ترعرعت وأنا بالري ، كانوا يريدونني على الترويج فأمتنع ، جاءتني امرأة فقالت: يا أبا عثمان قد أحببتك حبا أذهب نومي ورقادي ، وأنا أسألك بمقلب القلوب ، وأتوسل به إليك أن تتزوج بي ، قلت: ألك والد؟ قالت: نعم فلان الخياط في موضع كذا وكذا ، فراسلت أباها أن يزوجها مني ، ففرح بذلك ، وأحضرت الشهود فتزوجت بها ، فلما دخلت بها وجدتها عوراء عرجاء مشوهة [الخلق] فقلت: اللهم لك الحمد على ما قدرته لي ، وكان أهل بيتي يلومونني على ذلك ، فأزيدها برا وإكراما إلى أن صارت بحيث لا تدعني أخرج من عندها ، فتركت حضور المجالس إيثارا لرضاها وحفظا لقلبها ثم بقيت معها على هذه الحال خمس عشرة سنة ، وكأني في بعض أوقاتي على الجمر ، وأنا لا أبدي لها شيئا من ذلك إلى أن ماتت ، فما شيء أرجى [عندي] من حفظي عليها ما كان في قلبها من جهتي . [ ص: 121 ]

أخبرنا القزاز ، قال: أخبرنا أحمد بن علي ، قال: حدثنا عبد الكريم بن هوازن ، قال: سمعت أبا عبد الرحمن السلمي ، يقول: سمعت عبد الله بن محمد الشعراني ، يقول: سمعت أبا عثمان يقول: منذ أربعين سنة ما أقامني [الله] في حال فكرهته ، ولا نقلني إلى غيره فسخطته .

وكان أبو عثمان ينشد:


أسأت ولم أحسن وجئتك هاربا وأين لعبد من مواليه مهرب     يؤمل غفرانا فإن خاب ظنه
فما أحد منه على الأرض أخيب

2056 - سعيد بن عبد الله بن أبي رجاء ، أبو عثمان الأنباري ، ويعرف بابن عجب :

حدث عن أبي عمر الدوري ، وغيره ، روى عنه ابن مخلد ، وابن كامل القاضي ، وأبو بكر الشافعي ، توفي في جمادى الآخرة من هذه السنة .

2057 - سمنون بن حمزة الصوفي :

ويقال: سمنون بن عبد الله ويكنى أبا القاسم ، صحب سريا وغيره ، [ووسوس] فكان يتكلم في المحبة ، ثم سمى نفسه الكذاب لموضع دعواه في قوله:


فليس لي في سواك حظ     فكيف ما شئت فامتحني

فامتحن بحصر البول ، فصار يدور في المكاتب ، ويقول للصبيان ، ادعوا لعمكم المبتلى بلسانه .

أخبرنا عبد الرحمن بن محمد ، قال: أخبرنا [أبو بكر] أحمد بن علي بن [ ص: 122 ] ثابت ، حدثنا عبد العزيز بن علي الوراق ، حدثنا علي بن عبد الله الهمذاني ، قال:

حدثني عبد الكريم بن أحمد ، قال: حدثني أبو جعفر محمد بن عبد الله الفرغاني ، قال: أخبرني أبو أحمد المغازلي ، قال: كان ورد سمنون في كل يوم وليلة خمسمائة ركعة .

2058 - صافي الحرمي :

مرض فأشهد على نفسه أنه ليس له عند غلامه قاسم مال ولا عقار ولا وديعة ، فلما مات حمل غلامه إلى الوزير ابن الفرات من العين مائة ألف دينار ، وعشرين ألف دينار ، وسبعمائة منطقة ، وقال: هذا الذي كان له عندي ، فأعلم المقتدر بذلك ، فأمر أن ينزل القاسم منزلته . وكان صافي صاحب الدولة كلها ، و [إليه] أمر دار الخليفة .

وتوفي في شعبان هذه السنة .

2059 - عبد الله بن محمد بن صالح بن مساور ، أبو محمد البكري: وقيل: الباهلي :

من أهل سمرقند ، كان ممن عني بطلب الحديث والآثار ، ورحل في ذلك ، وجالس الحفاظ ، وكتب عنهم ، وحدث في البلاد فروى عنه من أهل بغداد محمد بن مخلد ، وأبو بكر الشافعي ، وكان ثقة ، وتوفي في هذه السنة .

2060 - عبد السلام بن سهل بن عيسى ، أبو علي السكري :

سكن مصر ، وحدث بها عن يحيى الحماني ، وعبيد الله القواريري . روى عنه ابن شنبوذ ، والطبراني ، وكان من نبلاء الناس ، وأهل الصدق ، ولكنه تغير في آخر أيامه ، وتوفي في شهر ربيع الآخر من هذه السنة . [ ص: 123 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية