الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

2075 - إبراهيم بن موسى بن جميل ، أبو إسحاق الأندلسي مولى بني أمية:

حدث عن ابن قتيبة ، وابن أبي الدنيا ، وكان ثقة .

توفي بمصر في جمادى الأولى من هذه السنة .

2076 - الأحوص بن المفضل بن غسان بن المفضل بن معاوية بن عمرو بن خالد ابن غلاب:

أخبرنا أبو منصور القزاز ، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي [بن ثابت] قال: [ ص: 134 ]

غلاب امرأة وهي أم خالد بن الحارث بن أوس بن النابغة ، ويكنى الأحوص أبا أمية الغلابي . روى عن أبيه كتاب التاريخ ، و [روى] عن جماعة ، وكان يتجر في البز ببغداد فاستتر ابن الفرات عنده ، وقال له: إن وليت الوزارة فأي شيء تحب أن أصنع بك؟ فقال: تقلدني شيئا من أعمال السلطان ، قال: ويحك لا يجيء منك عامل ولا أمير ولا قائد ولا كاتب ولا صاحب شرطة فأيش أقلدك؟ قال: لا أدري ، قال: أقلدك القضاء ، قال: قد رضيت ، ثم خرج ابن الفرات ، وولي الوزارة ، وأحسن إلى أبي أمية وأفضل عليه وولاه قضاء البصرة وواسط والأهواز ، وانحدر أبو أمية إلى أعماله ، وأقام بالبصرة وكان قليل العلم يخطئ إلا أن عفته وتصونه [غطيا] على نقصه ، فلم يزل بالبصرة حتى قبض عليه ابن كنداج أمير البصرة في بعض نكبات المقتدر لابن الفرات ، وكان بين أبي أمية وبين ابن كنداج وحشة فأودعه السجن ، وأقام فيه مدة إلى أن مات فيه ولا نعلم أن قاضيا مات في السجن سواه .

وبلغني من طريق آخر أن الأحوص كان بينه وبين ابن كنداج أمير البصرة وحشة ، وكان لا يركب إليه ويعارضه في الظلامات فيضح من يده ويكتب إلى ابن الفرات فيجيبه بالصواعق ويأمره بالسمع والطاعة ، إلى أن ورد [كتاب] طائر إلى ابن كنداج بالقبض على ابن الفرات ، فركب إلى الأحوص فقبض عليه ، وأمشاه بين يديه طول الطريق إلى داره ، وأدخله السجن ، فأقام فيه مدة ، ثم مات . ثم عاد ابن الفرات إلى الوزارة فحدث بذلك فاغتم ، وقال: هل له ولد؟ فجيء بابن له فيه تغفيل ، فقال: هذا لا يصلح فوصله بمال . [ ص: 135 ]

2077 - جعفر بن محمد بن سليمان ، أبو الفضل الخلال الدوري :

روى عنه أبو بكر الشافعي ، وتوفي في نصف شوال من هذه السنة .

2078 - الحسين بن عمر بن [أبي] الأحوص ، أبو عبد الله الكوفي:

ولد سنة خمس عشرة ومائتين ، وحدث ببغداد ، فسمع منه الشافعي ، وابن الجعابي وكان ثقة ، وتوفي ببغداد في قطيعة الربيع في رمضان هذه السنة ، وحمل إلى الكوفة [فدفن بها] .

2079 - عبيد الله بن عبد الله بن طاهر بن الحسين بن مصعب ، أبو أحمد الخزاعي :

وهو أخو محمد بن عبد الله بن طاهر ، ولي إمارة بغداد ، وحدث عن الزبير بن بكار ، روى عنه الصولي ، والطبراني ، وكان أديبا فاضلا شاعرا فصيحا .

أخبرنا عبد الرحمن بن محمد ، أخبرنا أحمد بن علي [بن ثابت] أخبرنا أبو بشر محمد بن عمر الوكيل ، قال: حدثنا محمد بن عمران المرزباني ، قال: أخبرني محمد بن يحيى ، قال: أنشدني عبيد الله [بن عبد الله بن طاهر لنفسه] :


حق التنائي بين أهل الهوى تكاتب يسخن عين النوى     وفى التداني لا انقضى عمره
تزاور يشفي غليل الجوى

أخبرنا عبد الرحمن [بن محمد] ، قال: أخبرنا أحمد بن علي [بن ثابت]

[ ص: 136 ]

أخبرنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري ، حدثنا المعافى بن زكريا ، حدثنا أحمد بن أبي سهل الحلواني ، حدثنا أبو الحسن علي بن هارون بن علي بن يحيى ، قال: كان أبي نازلا في جوار عبيد الله بن عبد الله بن طاهر ، فانتقل عنه إلى دار ابتاعها [بنهر المهدي] ، وهي دار كانت لإسحاق بن إبراهيم الموصلي ، فكتب إليه عبيد الله مستوحشا [له] :


يا من تحول عنا وهو يألفنا     بعدت جدا فألا كنت تلقانا
فاعلم بأنك إن بدلت جيرتنا     بدلت جارا وما بدلت إخوانا

فأجابه هارون بن علي :


بعدت عنكم بداري دون خالصتي     ومحض ودي وعهدي كالذي كانا
وما تبدلت مذ فارقت قربكم     إلا هموما أعانيها وأحزانا
وهل يسر بسكنى داره أحد     وليس أحبابه للدار جيرانا

أنبأنا محمد بن عبد الباقي البزاز ، عن أبي القاسم علي بن المحسن ، عن أبيه ، قال: حدثنا أبو أحمد الفضل بن عبد الرحمن بن جعفر الشيرازي ، قال: حدثني أبو سليمان [بن] الثلاج ، قال: قال أبي: كان أصل نعمتي من ثمن خمسة أرطال ثلج ، وذلك أنه عز [الثلج في بعض السنين ببغداد] ، وكان عندي منه شيء فبعته وبقي [ ص: 137 ] عندي منه خمسة أرطال ، فاعتلت جارية لعبيد الله بن عبد الله بن طاهر كانت روحه من الدنيا ، وهو إذ ذاك أمير بغداد فطلبت ثلجا ، فنفذ إلي فقلت: ما عندي إلا رطل واحد فلا أبيعه إلا بخمسة آلاف درهم ، [وكنت قد عرفت الحال] فلم يجسر الوكيل على شراء ذلك ورجع يستأذن عبيد الله ، فشتمه عبيد الله وقال: اشتره بأي ثمن كان ولا تراجعني ، فجاءني وقال: خذ خمسة آلاف درهم وهات الرطل ، فقلت: لا أبيعك إلا بعشرة آلاف درهم! فلم يتجاسر على المراجعة وأعطاني عشرة آلاف [درهم] وأخذ الرطل فسقيت به المريضة وقويت نفسها ، وقالت: أريد رطلا آخر ، فجاءني الوكيل بعشرة آلاف درهم ، وقال: [هات] رطلا آخر ، فبعته ، فلما شربته العليلة تماثلت وطلبت الزيادة ، فجاءوا يلتمسون ذلك ، فقلت: ما بقي عندي إلا رطل ، ولا أبيعه إلا بزيادة [فداراني] وأعطاني عشرة آلاف درهم ، ثم أحببت لأشرب أنا منه لأقول إني شربت ثلجا يساوى الرطل منه عشرة آلاف درهم ، فشربت منه رطلا وجاءني الوكيل قرب السحر ، فقال: [الله الله] قد والله صلحت الجارية فإن كان عندك منه شيء فاحتكم في بيعه ، فقلت: والله ما عندي إلا رطل واحد ولا أبيعه إلا بثلاثين ألفا ، فقال:

خذ ، فاستحييت من الله أن أبيع رطل ثلج بثلاثين ألفا ، فقلت: هات عشرين ، واعلم أنك إن جئتني بعدها بملء الأرض ذهبا لا تجد عندي شيئا فأعطاني ، فلما شربته أفاقت [ ص: 138 ] فأكلت الطعام ، وتصدق عبيد الله بمال [عظيم ، قال:] ودعاني من الغد ، وقال: أنت بعد الله [عز وجل] رددت [حياتي] بحياة جاريتي فاحتكم ، فقلت: أنا خادم الأمير وعبده فاستخدمني في شرابه وثلجه وكثير من أمر داره ، فكانت تلك الدراهم أصل نعمتي ، وتوفي عبيد الله في شوال هذه السنة .

2080 - عبد الله بن محمد بن أبي كامل ، أبو محمد الفزاري :

وكان ينزل مدينة المنصور وحدث عن هوذة ، وداود بن رشيد . روى عنه أبو علي بن الصواف ، وابن الجعابي .

وتوفي في ربيع الآخر من هذه السنة عن أربع وتسعين [سنة] .

2081 - علي بن طيفور بن غالب ، أبو الحسن النسوي :

سكن بغداد وحدث بها عن قتيبة ، روى عنه أبو بكر الشافعي وابن مالك القطيعي ، وكان ثقة . وتوفي في صفر هذه السنة .

2082 - محمد بن إبراهيم بن مطرف بن محمد بن علي ، أبو أحمد الإستراباذي :

كان من رؤساء إستراباذ ، وكان المنظور إليه من بين أهلها ، وكان تاجرا ثقة أمينا معروفا بالخير والبذل في ذات الله عز وجل ، كتب الحديث وحدث ، ويقال: إنه كتب عن أبي سعيد الأشج . وتوفي في هذه السنة . [ ص: 139 ]

2083 - محمد بن جعفر بن محمد بن حبيب بن أزهر ، أبو عمر القتات الكوفي :

قدم بغداد ، وحدث بها عن أبي نعيم الفضل بن دكين ، ومنجاب [بن] الحارث ، وأحمد بن يونس . روى عنه الخطبي ، والشافعي ، والجعابي ، وغيرهم ، وكان ضعيفا ، وقال الدارقطني: تكلموا في سماعه من أبي نعيم .

توفي ببغداد غرة جمادى الأولى ، وقيل: لست خلون من جمادى الأولى سنة ثلاثمائة وحمل من يومه إلى الكوفة .

2084 - محمد بن جعفر بن محمد بن حفص بن عمر بن راشد ، أبو بكر الربعي الحنفي :

يعرف بابن الإمام ، ولد سنة أربع عشرة ومائتين ، وسكن دمياط ، وحدث بها عن إسماعيل بن أبي أويس ، وأحمد بن يونس ، والحماني ، وابن المديني ، وغيرهم .

وتوفي يوم الأربعاء لعشر خلون من ذي الحجة من هذه السنة ، وكان ثقة .

2085 - محمد بن الحسن بن سماعة بن حيان ، أبو الحسن الحضرمي :

قدم بغداد وحدث بها عن أبي نعيم ، روى عنه أبو بكر الشافعي وغيره ، وقال الدارقطني: ليس بالقوي .

توفي ببغداد يوم الاثنين لأربع بقين من جمادى الأولى سنة ثلاثمائة . [ ص: 140 ]

2086 - محمد بن الحسن بن محمد بن الحارث ، أبو عبد الله الأنباري ، يعرف بالقرنجلي :

سمع إسحاق بن البهلول التنوخي ، روى عنه الإسماعيلي ، وكان ثقة .

توفي في هذه السنة] . [ ص: 141 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية