الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

2184 - أحمد بن إبراهيم بن كامل ، أبو الحسن مولى بني فهر :

كان ثقة . وتوفي في جمادى الأولى من هذه السنة ، وله اثنتان وثمانون سنة .

[ ص: 212 ] 2185 - أحمد بن محمد بن يحيى ، أبو علي :

حدث عن الحارث بن مسكين ، وكان ثقة ، وتوفي في شعبان هذه السنة .

2186 - أحمد بن محمد بن عبد الله بن سهل السراج ، [أبو الحسن ] :

حدث عن يونس بن عبد الأعلى وغيره ، وكان ثقة دينا ، توفي في [شهر ] رمضان هذه السنة .

2187 - أحمد بن محمد بن عبد الواحد بن يزيد بن ميمون ، أبو جعفر الطائي :

حمصي قدم مصر وحدث بها ، وكان ثقة ، توفي بمصر في رجب هذه السنة .

2188 - أحمد [بن عبد الله ] بن محمد بن هلال بن نافع ، أبو جعفر المقرئ مولى الأزد :

حدث عن أبيه وغيره ، وتوفي في ذي القعدة من هذه السنة .

2189 - الحسن بن الحسين بن علي بن عبد الله بن جعفر ، أبو علي الصواف المقرئ :

سمع من أبي سعيد الأشج ، وغيره . وكان ثقة فاضلا نبيلا ، سكن الجانب الشرقي ، توفي في رمضان هذه السنة ، ودفن في مقابر الخيزران .

2190 - خالد بن محمد بن خالد ، [أبو محمد الصفار الختلي :

حدث عن يحيى بن معين . روى عنه علي بن محمد السكري ، سئل عنه الدارقطني ، فقال : صالح ، توفي في هذه السنة .

[ ص: 213 ]

2191 - عبد الله بن محمد بن أحمد بن مسلمة ] ، أبو محمد الفزاري :

حدث عن عباد بن الوليد الغبري ، روى عنه ابن المظفر وكان ثقة .

وتوفي في ذي الحجة من هذه السنة .

2192 - عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن هلال ، أبو محمد القرشي الشامي المعروف بأبي صخرة الكاتب :

سمع علي بن المديني ، وليثا ، ويحيى بن أكثم . روى عنه ابن المظفر . وكان ثقة . وتوفي ببغداد في شوال هذه السنة .

2193 - عيسى بن سليمان بن عبد الملك ، أبو القاسم القرشي :

وراق داود بن رشيد ، حدث عنه ، و [عن ] غيره ، روى عنه ابن المظفر - وكان ثقة - . توفي في شعبان هذه السنة .

2194 - محمد بن أحمد بن حماد بن سعد ، أبو بشر الدولابي الوراق :

مولى الأنصار ، وكانت له معرفة بالحديث ، وكان حسن التصنيف ، وحدث عن [ ص: 214 ] أشياخ فيهم كثرة ، قال أبو سعيد بن يونس : وكان يضعف ، توفي وهو قاصد إلى الحج بين مكة والمدينة بالعرج في ذي القعدة من هذه السنة .

2195 - محمد بن أحمد بن هلال ، أبو بكر الشطوي :

سمع أبا كريب ، وأحمد بن منيع ، وغيرهما وروى عنه محمد بن المظفر وغيره ، وربما سماه بعض الرواة أحمد بن محمد ، ومحمد بن أحمد أكثر .

وتوفي لأربع خلون من ربيع الأول من هذه السنة .

2196 - محمد بن إبراهيم بن آدم بن أبي الرجال ، أبو جعفر الصالحي :

سكن بغداد وحدث بها عن بشر بن هلال الصواف ، وأزهر بن جميل ، وغيرهما .

روى عنه ابن المظفر ، وغيره . وكان ثقة . [توفي في هذه السنة ] .

2197 - محمد بن بنان بن معن ، أبو إسحاق الخلال :

سمع محمد بن المثنى ، ومهنأ بن يحيى الشامي ، وغيرهما . روى عنه علي بن عمر السكري ، وأبو الفضل الزهري ، أخبرنا عبد الرحمن بن محمد ، قال : أنبأنا أحمد بن علي ، قال : أنبأنا الأزهري ، قال : أنبأنا علي بن عمر الحافظ ، قال : محمد بن بنان بغدادي لم يكن به بأس . توفي في شعبان هذه السنة .

2198 - محمد بن جعفر بن العباس بن عيسى بن أبي جعفر المنصور ، يكنى أبا جعفر :

كان خطيب الجامع بمدينة المنصور ، فلم يزل يتولى ذلك حتى توفي في يوم السبت لثمان بقين من ذي الحجة من هذه السنة .

[ ص: 215 ]

2199 - محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب ، أبو جعفر الطبري :

ولد في آخر سنة أربع أو أول سنة خمس وعشرين ومائتين ، وكان أسمر إلى الأدمة أعين ملتف الجسم ، مديد القامة ، فصيح اللسان ، سمع محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب ، وإسحاق بن [أبي ] إسرائيل ، وأحمد بن منيع البغوي ، وأبا همام الوليد بن شجاع ، وأبا كريب ، ويعقوب الدورقي ، وأبا سعيد الأشج ، ومحمد بن بشار ، وخلقا كثيرا من أهل العراق ، والشام ، ومصر . وحدث عنه أحمد بن كامل القاضي وغيره ، استوطن ابن جرير بغداد إلى حين وفاته ، وكان قد جمع من العلوم ما رأس به أهل عصره ، وكان حافظا للقرآن ، بصيرا بالمعاني ، عالما بالسنن ، فقيها في الأحكام ، عالما باختلاف العلماء ، خبيرا بأيام الناس وأخبارهم ، وتصانيفه كثيرة منها : كتاب "التاريخ " ، وكتاب "التفسير " و "تهذيب الآثار " إلا أنه لم يتمم تصنيفه وله في أصول الفقه وفروعه كتب كثيرة .

أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن [علي بن ثابت ] الخطيب ، قال : [سمعت ] علي بن عبيد الله بن عبد الغفار [ ص: 216 ] اللغوي يحكي أن محمد بن جرير مكث أربعين سنة يكتب في كل يوم منها أربعين ورقة .

أخبرنا أبو منصور القزاز ، قال : أخبرنا أبو بكر الخطيب ، قال : أخبرني القاضي أبو عبد الله محمد بن سلامة القضاعي إجازة ، قال : حدثنا علي بن نصر بن الصباح الثعلبي [قال ] : حدثنا القاضي أبو عمر عبيد الله بن أحمد السمسار وأبو القاسم بن عقيل الوراق : أن أبا جعفر الطبري قال لأصحابه أتنشطون لتفسير القرآن ؟ قالوا : كم يكون قدره ؟ قال : ثلاثون ألف ورقة ، فقالوا : هذا مما تفنى الأعمار قبل تمامه ، فاختصره في نحو ثلاثة آلاف ورقة ، ثم قال : هل تنشطون لتاريخ العالم من آدم إلى وقتنا هذا ؟

قالوا : كم يكون قدره ؟ فذكر نحوا مما ذكر في التفسير ، فأجابوه بمثل ذلك ، فقال : إنا لله ماتت الهمم ، فاختصره في نحو مما اختصر التفسير .

[أخبرنا القزاز ، قال : أخبرنا أبو بكر الخطيب ، قال أنشدنا علي بن عبد العزيز الطاهري ، ومحمد بن جعفر بن علان الشروطي ، قالا : أنشدنا مخلد بن جعفر الدقاق ، قال : أنشدنا محمد بن جرير الطبري ] :


إذا أعسرت لم يعلم رفيقي وأستغني فيستغني صديقي     حيائي حافظ لي ماء وجهي
ورفقي في مطالبتي رفيقي     ولو أني سمحت ببذل وجهي
لكنت إلى الغنى سهل الطريق



قال : وأنشدنا أيضا :


خلقان لا أرضى طريقهما     بطر الغنى ومذلة الفقر



[ ص: 217 ]

فإذا غنيت فلا تكن بطرا     واذا افتقرت فته على الدهر



توفي أبو جعفر [الطبري ] وقت المغرب من عشية الأحد ليومين بقيا من شوال سنة عشر وثلاثمائة ، ودفن وقد أضحى النهار يوم الاثنين برحبة يعقوب في ناحية باب خراسان في حجرة بإزاء داره ، وقيل : بل دفن ليلا ولم يؤذن به أحد ، واجتمع من لا يحصيهم إلا الله ، وصلي على قبره عدة شهور ليلا ونهارا .

وذكر ثابت بن سنان في تاريخه : أنه إنما أخفيت حاله لأن العامة اجتمعوا [ومنعوا ] من دفنه بالنهار وادعوا عليه الرفض ، ثم ادعوا عليه الإلحاد .

قال المصنف : كان ابن جرير يرى [جواز ] المسح على القدمين ولا يوجب غسلهما ، فلهذا نسب إلى الرفض ، وكان قد رفع في حقه أبو بكر بن أبي داود قصة إلى نصر الحاجب يذكر عنه أشياء فأنكرها ، منها : أنه نسبه إلى رأي جهم ، وقال : إنه قائل : بل يداه [مبسوطتان ] أي : نعمتاه ، فأنكر هذا ، وقال ما قلته ، ومنها : أنه روى أن روح رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خرجت سالت في كف علي فحساها ، فقال : إنما الحديث مسح بها على وجهه وليس فيه حساها .

قال المصنف [رحمه الله ] : وهذا أيضا محال إلا أنه كتب ابن جرير في جواب هذا إلى نصر الحاجب : لا عصابة في الإسلام كهذه العصابة الخسيسة ، وهذا قبيح منه ، لأنه كان ينبغي أن يخاصم من خاصمه ، وأما أن يذم طائفته جميعا وهو يدري إلى من ينتسب فغاية في القبح .

التالي السابق


الخدمات العلمية