الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ثم دخلت سنة تسع وثلاثمائة

فمن الحوادث فيها:

أنه وقع في [شهر] ربيع الأول حريق كثير بباب الشام
، وفي سويقة نصر ، وفي الحذائين بالكرخ ، وبين القنطرة الجديدة ، وطاق الحراني ، ومات خلق كثير . وقتل رجل من الزنادقة ، فطرح بسببه [حريق] في باب المخرم هلك فيه خلق كثير .

وفي شهر ربيع الآخر: لقب مؤنس المظفر ، وأنشئت الكتب بذلك عن المقتدر إلى أمراء النواحي ، وعقد له في جمادى الأولى على مصر والشام ، وخلع على أبي الهيجاء عبد الله بن حمدان ، وقلد أعمال الحرب وطريق مكة .

وفيه ابتدئ بهدم باب دار علي بن الجهشيار ببغداد في الفرضة ، وكان هذا الباب علما ببغداد في العلو والحسن ، وبنى موضعه مستغل . [ ص: 200 ]

وفي رمضان كبس اللصوص منزل أبي عيسى الناقد الصيرفي ، فأخذوا له عينا ، وورقا وأثاثا قيمته ثلاثون ألف دينار ثم وقعوا على اللصوص وهم سبعة فارتجع من المال اثنان وعشرون ألف دينار ثم قتلوا .

وفى ذي القعدة : أحضر أبو جعفر محمد بن جرير الطبري دار علي بن عيسى لمناظرة الحنابلة ، فحضر ولم يحضروا ، فعاد إلى منزله ، وكانوا قد نقموا عليه أشياء [قال المؤلف] سنذكر قصتهم معه عند [ذكر] وفاته [إن شاء الله تعالى] .

وفي هذه السنة: أهدى الوزير حامد بن العباس إلى المقتدر البستان المعروف بالناعورة ، بناه له وأنفق على بنائه مائة ألف دينار ، وعلق على المجالس التي فيه الستائر ، وفرشه باللبود الخراسانية ثم أهداه .

التالي السابق


الخدمات العلمية