الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

2331 - أحمد بن عبد الله بن مسلم بن قتيبة :

قدم مصر وتولى القضاء بها ، وحدث عن أبيه بكتبه المصنفة .

وتوفي بمصر وهو على القضاء في ربيع الأول من هذه السنة .

[ ص: 343 ]

2332 - أحمد بن محمد بن الحارث بن عبد الوارث ، أبو الحسن يعرف بابن العتاب .

حدث عن يحيى بن نصر وغيره ، وكان ثقة [يفهم ] .

توفي في ربيع الآخر من هذه السنة .

2333 - إسحاق بن محمد بن الفضل بن جابر ، أبو العباس الزيات :

سمع يعقوب الدورقي ، روى عنه الدارقطني ، وقال : هو صدوق .

توفي في جمادى الأولى من هذه السنة .

2334 - جعفر بن أحمد بن يحيى أبو الفضل السراج :

حدث عن يونس بن عبد الأعلى وغيره ، وكان ثقة صالحا ، توفي في هذه السنة .

2335 - حسان بن أبان بن عثمان ، أبو علي الأيلي :

أقام بدمياط ، وحدث بها ، وولي قضاءها ، وكان يفهم ما يحدث .

توفي بها في هذه السنة .

2336 - محمد بن أحمد بن القاسم ، أبو علي الروذباري :

أصله من بغداد وسكن مصر ، وكان من أبناء الرؤساء والوزراء والكتبة ، وصحب [ ص: 344 ] الجنيد ، وسمع الحديث ، وحفظ منه [شيئا ] كثيرا ، وتقدم ، وقد ذكروا في اسمه غير ما قلنا ، فمنهم من قال هو : أحمد بن محمد ، ومنهم من قال : "الحسن بن همام" والصحيح ما ذكرنا .

أخبرنا عبد الرحمن بن محمد ، قال : أخبرنا أحمد بن علي الحافظ ، قال : قرأت على محمد بن أبي الحسن الساحلي ، عن أبي العباس أحمد بن محمد النسوي ، قال : سمعت [أحمد بن أحمد الرازي ، يقول : ] سمعت محمد بن عمر [الجعابي ] الحافظ ، يقول : قصدت عبدان الأهوازي ، فقصد مسجدا ، فرأيت شيخا وحده قاعدا في المسجد حسن الشيبة ، فذاكرني بأكثر من مائتي حديث في الأبواب ، وكنت قد سلبت في الطريق ، فأعطاني الذي كان عليه ، فلما دخل عبدان المسجد ورآه اعتنقه وبش به ، فقلت لهم : من هذا الشيخ ؟ قالوا : هذا أبو علي الروذباري ، فرأيت من حفظه الحديث ما يتعجب منه وحكى [عنه ] أبو عبد الرحمن السلمي أنه كان يقول : أستاذي في التصوف الجنيد ، وفي الحديث والفقه إبراهيم الحربي ، وفي النحو ثعلب .

أخبرنا أبو منصور القزاز ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي [بن ثابت ] ، قال : أخبرنا إبراهيم [بن ] هبة الله الجرباذقاني ، [حدثنا معمر بن أحمد الأصبهاني ، قال : بلغني عن أبي علي الروذباري ] أنه قال : أنفقت على الفقراء كذا وكذا ألفا فما وضعت شيئا في يد فقير فإني كنت أضع ما أدفع إلى الفقراء في يدي فيأخذه من يدي حتى تكون يدي تحت أيديهم ولا تكون يدي فوق يدي فقير .

[ ص: 345 ]

أخبرنا عبد الرحمن بن محمد ، قال : أخبرنا أحمد بن علي الحافظ ، قال : أنشدنا أبو طالب يحيى بن علي الدسكري الروذباري :


ولو مضى الكل مني لم يكن عجبا وإنما عجبي للبعض كيف بقي     أدرك بقية روح فيك قد تلفت
قبل الفراق فهذا آخر الرمق

توفي أبو علي الروذباري في هذه السنة ، وقيل : في سنة ثلاث وعشرين .

2337 - محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبي الثلج ، أبو بكر الكاتب :

ولد في سنة ثمان وثلاثين ومائتين ، وسمع جماعة ، وروى عنه الدارقطني ، وابن شاهين ، وتوفي في هذه السنة .

2338 - محمد بن إسماعيل ، المعروف بخير النساج ، يكنى أبا الحسن :

من كبار الصوفية من أهل سامرا ، سكن بغداد ، وصحب سريا وأبا حمزة ، وتاب في مجلسه إبراهيم الخواص والشبلي .

أخبرنا عبد الرحمن بن محمد ، أخبرنا أحمد بن علي [بن ثابت ] [أخبرنا يحيى بن علي ] ، قال : حدثنا عبد العزيز بن أبي الحسن القرميسيني ، قال : سمعت علي بن عبد الله الهمذاني ، يقول : حدثنا علي بن محمد الفرضي ، حدثنا أبو الحسين المالكي ، قال : كنت أصحب خير النساج سنين كثيرة ، ورأيت له من كرامات الله ما يكثر ذكره غير أنه قال لي قبل وفاته بثمانية أيام : إني أموت يوم الخميس [ ص: 346 ] المغرب ، وأدفن يوم الجمعة قبل الصلاة وستنسى فلا تنساه ، قال أبو الحسين فأنسيته إلى يوم الجمعة فلقيني من خبرني بموته ، فخرجت لأحضر جنازته فوجدت الناس راجعين ، فسألتهم : لم رجعوا ؟ فذكروا أنه يدفن بعد الصلاة ، فبادرت ولم ألتفت إلى قولهم فوجدت الجنازة قد أخرجت قبل الصلاة أو كما قال ، فسألت من حضره [عن حاله ] عند خروج روحه ، فقال : إنه لما احتضر غشي عليه ، ثم فتح عينيه وأومأ إلى ناحية البيت ، وقال : قف عافاك الله [فإنما ] أنت عبد مأمور وأنا عبد مأمور ، وما أمرت به لا يفوتك وما أمرت به يفوتني ، فدعني أمضي لما أمرت به ، ثم امض لما أمرت به ، فدعا بماء فتوضأ للصلاة وصلى ثم تمدد وغمض عينيه وتشهد ثم مات .

وأخبرني بعض أصحابنا أنه رآه في النوم ، فقال : ما فعل الله بك ؟ فقال : لا تسألني أنت عن ذا ، ولكن استرحنا من دنياكم الوضرة .

بلغ خير النساج من العمر مائة وعشرين سنة ، وتوفي في هذه السنة .

2339 - محمد بن سليمان بن محمد بن عمرو بن الحسين أبو جعفر الباهلي النعماني :

حدث عن أحمد بن بديل وغيره . وروى عنه الدارقطني ، مات بالنعمانية في هذه السنة .

2340 - يعقوب بن إبراهيم بن أحمد بن عيسى بن البختري ، أبو بكر البزاز ويعرف بالحراب :

ولد سنة سبع وثلاثين ومائتين ، سمع الحسن بن عرفة ، وعمر بن شبة . روى عنه [ ص: 347 ] الدارقطني ، وقال : كان ثقة مأمونا مكثرا . توفي يعقوب وهو ساجد ليلة الجمعة ، ودفن يوم الجمعة لثمان بقين من ربيع الآخر من هذه السنة .

2341 - [يعقوب ] بن صالح ، أبو محمد السيرافي :

كانت عنده كتب أبي عبيد القاسم بن سلام ، عن علي بن عبد العزيز ، وكان عنده حديث كثير ، [وحدث ] وكان ثقة مأمونا ، كان يبيع لأهل فارس وتجار الهند أمتعتهم .

توفي بمصر في ربيع الأول من هذه السنة .

[ ص: 348 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية