الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 4293 ] وقال أبو يعلى الموصلي : ثنا زهير، ثنا عبد الرحمن، ثنا محمد بن أبي الوضاح، حدثني العلاء بن عبد الله بن رافع، ثنا حنان بن خارجة، عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال: جاء أعرابي علوي جرمي فقال: يا رسول الله، أخبرنا عن الهجرة: إليك أينما كنت، أم لقوم خاصة، أم إلى أرض معلومة، أم إذا مت انقطعت ؟ فسأل ثلاث مرات، ثم جلس فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسيرا، ثم قال: أين السائل ؟ قال: ها هو ذا يا رسول الله. قال: الهجرة أن تهجر الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة، ثم أنت مهاجر وإن مت بالحضر. قال: فقام آخر فقال: يا رسول الله، أخبرني عن ثياب الجنة أتخلق خلقا أو تنسج نسجا ؟ قال: فضحك بعض القوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تضحكون من جاهل يسأل عالما! فأكب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: أين السائل عن ثياب الجنة ؟ قال: ها هو ذا يا رسول الله. قال: لا، بل تشقق عنها ثمر الجنة - ثلاث مرات - قال حنان: قلت لعبد الله بن عمرو: كيف يقول في الغزوة الجهاد ؟ قال: يا عبد الله، ابدأ بنفسك فجاهدها، وابدأ بنفسك فاغزها، فإنك إن قتلت فارا بعثك الله فارا، وإن قتلت مرائيا بعثك الله مرائيا، وإن قتلت صابرا محتسبا بعثك الله صابرا محتسبا . قلت: رواه أبو داود في سننه مختصرا، مقتصرا على قصة الجهاد حسب دون باقيه، وسيأتي بتمامه وطرقه في كتاب المواعظ في باب المهاجر من هجر السيئات، وقصة ثياب الجنة لها شاهد في كتاب الجنة وستأتي، وقصة الهجرة ستأتي أيضا في كتاب البر والصلة في باب البخل والشح.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية