الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 4277 / 1 ] قال أبو بكر بن أبي شيبة : وثنا محمد بن فضيل، عن يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد قال: قام يزيد بن شجرة في أصحابه فقال: إنها أصبحت عليكم وأمست من بين أحمر وأخضر وأصفر وفي (البيوت) ما فيها، فإذا لقيتم العدو غدا فقدما قدما، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما تقدم رجل من خطوة إلا تقدم إليه الحور العين، فإن تأخر استأخرت منه، وإن استشهد كانت أول نضحة كفارة خطاياه وتنزل إليه ثنتان من الحور العين فتنفضان عنه التراب وتقولان: مرحبا قد آن لك. ويقول: مرحبا قد آن لكما .

                                                                                                                                                                    [ 4277 / 2 ] رواه عبد بن حميد: حدثني ابن أبي شيبة ... فذكره. [ ص: 87 ]

                                                                                                                                                                    [ 4277 / 3 ] ورواه الطبراني من طريقين أحدهما جيدة صحيحة عن مجاهد، عن يزيد بن شجرة - وكان يزيد بن شجرة ممن يصدق قوله فعله - فقال: يا أيها الناس، اذكروا نعمة الله عليكم، ما أحسن نعمة الله عليكم! ترى من بين أخضر وأحمر وأصفر وفي الرحال ما فيها، وكان يقول: إذا صف الناس للصلاة وصفوا للقتال فتحت أبواب السماء وأبواب الجنة وأبواب النار، وزين الحور العين واطلعن، فإذا أقبل الرجل قلن: اللهم انصره، وإذا أدبر احتجبن منه وقلن: اللهم اغفر له، فأنهكوا وجوه القوم، فدى لكم أبي وأمي، ولا تخزوا الحور العين، فإن أول قطرة تنضح من دمه تكفر عنه كل شيء عمله، وتنزل إليه زوجتان من الحور العين تمسحان التراب عن وجهه وتقولان: قد آن لك. ويقول: قد آن لكما ثم يكسى مائة حلة ليس من نسج بني آدم، ولكن من نبت الجنة لو وضعن بين أصبعين لوسعن، وكان يقول: نبئت أن السيوف مفاتيح الجنة .

                                                                                                                                                                    [ 4277 / 4 ] ورواه البيهقي في كتاب البعث، إلا أنه قال: أول قطرة تقطر من دم أحدكم يحط الله عنه بها خطاياه، كما تحط العصي من ورق الشجر، وتبتدر اثنتان من الحور العين وتمسحان التراب عن وجهه، وتقولان: قد آن، لك، ويقول: قد آن لكما ويكسى مائة حلة لو وضعن بين أصبعي هاتين لوسعتاهما، ليست من نسج بني آدم ولكنها من نبات الجنة، مكتوبون عند الله بأسمائكم وسماتكم ... الحديث.

                                                                                                                                                                    ورواه البزار والطبراني أيضا من طريق يزيد بن شجرة مرفوعا مختصرا، ومن طريق جدار أيضا مرفوعا، والصحيح الموقوف مع أنه قد يقال إن مثل هذا لا يقال من قبل الرأي فسبيل الموقوف منه سبيل المرفوع، والله أعلم.

                                                                                                                                                                    ويزيد بن شجرة - بالشين المعجمة والجيم المفتوحتين - قيل: له صحبة، ولا تثبت - والله أعلم.

                                                                                                                                                                    قوله: أنهكوا وجوه القوم هو بكسر الهاء بعد النون أي: أجهدوهم، والنهيك: المبالغة في كل شيء.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية