الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 4588 / 1 ] قال: وثنا زهير، ثنا محمد بن الحسن المدني، حدثتني أم عروة، عن أبيها، عن جدها الزبير، قال: " لما خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه بالمدينة، خلفن في فارع وفيهن [ ص: 232 ] صفية بنت عبد المطلب، وتخلف فيهن حسان بن ثابت، وأقبل رجل من المشركين ليدخل عليهن، فقالت صفية لحسان بن ثابت: عندك الرجل، فجبن حسان وأبى عليه، فتناولت صفية السيف فضربت به المشرك حتى قتلته، فأخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فضرب لصفية بسهم كما يضرب للرجال " .

                                                                                                                                                                    [ 4588 / 2 ] رواه البزار : ثنا عبد الله بن شبيب، ثنا إسحاق بن محمد الفروي، حدثتني أم عروة بنت جعفر بن الزبير، عن أبيها، عن جدها الزبير بن العوام : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى (الخندق) فجعل نساءه وعمته صفية في أطم يقال له فارع، وجعل معهم حسان بن ثابت، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى (الخندق) فترقى يهودي حتى أشرف على نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى عمته، فقالت صفية: يا حسان، قم إليه حتى تقتله. قال: لا والله ما ذلك في، ولو كان ذلك في لخرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . قالت صفية: فاربط السيف على ذراعي. قال: ثم تقدمت إليه حتى قتلته وقطعت رأسه، فقالت له: خذ الرأس وارم به على اليهود. قال: ما ذاك في. فأخذت هي الرأس فرمت به على اليهود، فقالت اليهود: قد علمنا أن محمدا لم يترك أهله خلوفا ليس معهم أحد، فتفرقوا وذهبوا، قالت عائشة : فمر سعد بن معاذ وهو يقول:


                                                                                                                                                                    مهلا قليلا تدرك الهيجا حمل لا بأس بالموت إذا حان الأجل

                                                                                                                                                                    "
                                                                                                                                                                    فذكر الحديث.

                                                                                                                                                                    قال البزار : لا يروى عن الزهري إلا بهذا الإسناد.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية