الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 4870 / 1 ] قال أبو بكر بن أبي شيبة : وثنا عفان، عن همام، ثنا قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - " أن زوج بريرة كان عبدا أسود يسمى مغيثا، فقضى النبي صلى الله عليه وسلم فيها أربع قضيات: إن مواليها اشترطوا الولاء، فقضى أن الولاء لمن أعطى الثمن، وخيرها فاختارت نفسها، فأمرها أن تعتد، وتصدق عليها بصدقة فأهدت منها إلى عائشة، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: هو لها صدقة ولنا هدية " .

                                                                                                                                                                    [ 4870 / 2 ] رواه ابن حبان في صحيحه: أبنا عمر بن محمد بن بجير الهمداني، ثنا تميم بن المنتصر، ثنا إسحاق الأزرق، ثنا شريك، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: " اشترت عائشة بريرة من الأنصار لتعتقها، واشترطوا أن تجعل لهم ولاءها، فشرطت ذلك، فلما جاء نبي الله صلى الله عليه وسلم أخبرته بذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنما الولاء لمن أعتق ثم صعد المنبر، فقال: ما بال أقوام يشترطون شروطا ليست في كتاب الله.

                                                                                                                                                                    وكان لبريرة زوج، فخيرها رسول الله صلى الله عليه وسلم إن شاءت تمكث مع زوجها كما هي، وإن شاءت فارقته، ففارقته.

                                                                                                                                                                    ودخل النبي صلى الله عليه وسلم البيت وفيه رجل شاة أو يد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا [ ص: 372 ] تطبخوا لنا هذا اللحم، فقالت: تصدق به على بريرة فأهدته لنا، فقال: اطبخوه؛ فهو لها صدقة ولنا هدية "
                                                                                                                                                                    .

                                                                                                                                                                    وسيأتي في كتاب الولاء إن شاء الله تعالى.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية