الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 4524 / 1 ] قال إسحاق بن راهويه: أبنا شبابة بن سوار المدائني، ثنا نعيم بن حكيم، أبنا أبو مريم أنه حدثه، عن علي بن أبي طالب قال: " كنت أنطلق أنا وأسامة بن زيد إلى أصنام قريش التي حول الكعبة فنأتي العذرات لنأخذ (حريراق) بأيدينا فننطلق به إلى أصنام قريش فنلطخها، فيصبحون فيقولون من فعل هذا بآلهتنا فينطلقون، إليها ويغسلونها باللبن والماء " .

                                                                                                                                                                    هذا إسناد صحيح، قاله شيخنا الحافظ أبو الفضل العسقلاني. [ ص: 200 ]

                                                                                                                                                                    [ 4524 / 2 ] وقال أبو بكر بن أبي شيبة : ثنا شبابة بن سوار، حدثني نعيم بن حكيم، حدثني أبو مريم، عن علي رضي الله عنه قال: " انطلق بي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى بي الكعبة فقال لي: اجلس. فجلست إلى جنب الكعبة، وصعد رسول الله صلى الله عليه وسلم على منكبي، ثم قال لي: انهض بي. فنهضت به فلما رأى ضعفي تحته قال: اجلس. فجلست فنزل عني وجلس لي ثم قال: يا علي، اصعد على منكبي. فصعدت على منكبيه، ثم نهض بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما نهض بي خيل إلي أني لو شئت نلت أفق السماء وصعدت على الكعبة، وتنحى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: ألق صنمهم الأكبر - صنم قريش. وكان من نحاس، وكان موتدا بأوتاد من حديد إلى الأرض، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : عالجه. فجعلت أعالجه ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إيه إيه. فلم أزل أعالجه حتى استمكنت، فقال: اقذفه. فقذفته ونزلت " .

                                                                                                                                                                    [ 4524 / 3 ] رواه أحمد بن منيع : ثنا أسباط بن محمد الكوفي، ثنا نعيم بن حكيم المدائني ... فذكره إلى قوله: " على الكعبة " وزاد: " فإذا عليه تمثال صفر أو نحاس، فجعلت أزاوله عن يمينه وعن شماله، ومن بين يديه ومن خلفه حتى إذا استمكنت منه قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : اقذف به. فقذفت به فتكسر كما يتكسر القوارير، ثم نزلت فانطلقت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم نستبق حتى توارينا بالبيوت خشية أن يلقانا أحد من الناس " .

                                                                                                                                                                    [ 4524 / 4 ] ورواه أبو يعلى الموصلي : ثنا زهير، ثنا عبيد الله بن موسى، ثنا نعيم بن حكيم، عن أبي مريم، ثنا علي قال: " انطلقت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلا حتى أتينا الكعبة ... " فذكر ما رواه ابن منيع بتمامه، وزاد: " خشية أن يعلم بنا أحد، فلم يرفع عليها بعد " .

                                                                                                                                                                    [ 4524 / 5 ] ورواه أحمد بن حنبل: ثنا أسباط بن محمد ... فذكره.

                                                                                                                                                                    [ 4524 / 6 ] قال عبد الله: حدثني نصر بن علي، ثنا عبد الله بن داود، عن نعيم بن حكيم، عن أبي مريم، عن علي قال: " كان على الكعبة أصنام فذهبت (أحمل) النبي صلى الله عليه وسلم فلم أستطع، فحملني فجعلت أقطعها ولو شئت لنلت السماء " . [ ص: 201 ]

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية