الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 4597 / 1 ] وقال محمد بن يحيى بن أبي عمر : ثنا عبد الرزاق، أبنا معمر، عن ثابت، عن أنس - رضي الله عنه - قال: " لما فتح النبي صلى الله عليه وسلم خيبر، قال الحجاج بن علاط: يا رسول الله، إن لي بمكة مالا، وإن لي بها أهلا، وإني أريد أن آتيهم، فأنا في حل إن أنا نلت منك أو قلت شيئا. فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول ما شاء، فأتى امرأته حين قدم فقال: اجمعي لي ما كان عندك، فإني أريد أن أشتري من غنائم محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه - رضي الله عنهم - فإنهم قد [ ص: 236 ] استبيحوا وأصيبت أموالهم. وفشا ذلك بمكة، فانقمع المسلمون وأظهر المشركون فرحا وسرورا، قال: فبلغ الخبر العباس بن عبد المطلب، فعقر وجعل لا يستطيع أن يقوم، ثم أرسل غلاما له إلى الحجاج بن علاط، فقال: ويلك ماذا جئت به، وماذا تقول ؟ فما وعد الله خير مما جئت به. قال الحجاج للغلام: اقرأ على أبي الفضل السلام، وقل له: فليخل لي في بعض بيوته حتى آتيه، فإن الخبر على ما يسره. فجاء غلامه فلما بلغ الدار قال: أبشر يا أبا الفضل. فوثب العباس فرحا حتى قبل ما بين عيني العبد، فأخبره بما قال الحجاج بن علاط، فاعتنقه فأعتقه، فجاء الحجاج فأخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم افتتح خيبر وغنم أموالهم، وجرت سهام الله في أموالهم، واصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية بنت حيي واتخذها لنفسه وخيرها بين أن يعتقها وتكون زوجته، أو تلحق بأهلها، فاختارت أن يعتقها وتكون زوجته، ولكن جئت لمال كان لي ها هنا فأردت أن أجمعه فأذهب به، فاستأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذن لي أن أقول ما شئت، فأخف عني ثلاثا ثم اذكر ما بدا لك. قال: فجمعت امرأته ما كان عندها من حلي أو متاع فدفعته إليه، ثم استمر به، فلما كان بعد ثلاث أتى العباس امرأة الحجاج فقال: ما فعل زوجك ؟ فأخبرته أنه قد ذهب يوم كذا وكذا، وقالت: لا يخزيك الله يا أبا الفضل، لقد شق علينا الذي بلغك. قال: أجل فلا يحزنني الله، ولم يكن بحمد الله إلا ما أحببنا، قد فتح الله خيبر على رسول الله صلى الله عليه وسلم وجرت فيها سهام الله، واصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية لنفسه، فإن كان لك في زوجك حاجة فالحقي به. قالت: أظنك والله صادقا. قال: فإني صادق، والأمر على ما أخبرتك. قال: ثم ذهب حتى أتى مجالس قريش، وهم يقولون إذا مر بهم: لا يصيبك إلا خير يا أبا الفضل. قال: لم يصبني إلا خير بحمد الله - عز وجل - قال: قد أخبرني الحجاج أن خيبر فتحها الله تبارك وتعالى - على رسول الله صلى الله عليه وسلم وجرت فيها سهام الله، واصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية لنفسه، وقد سألني أن أخفي عنه ثلاثا، وإنما جاء ليأخذ ماله وما كان له من شيء ها هنا ثم يذهب. قال: فرد الله الكآبة التي كانت بالمسلمين على المشركين، وخرج المسلمون من كان دخل بيته مكتئبا حتى أتوا العباس فأخبرهم الخبر، فسر المسلمون، ورد الله ما كان من كآبة أو غيظ أو حزن على المشركين " . [ ص: 237 ]

                                                                                                                                                                    [ 4597 / 2 ] قال: وثنا عبد الرزاق، قال معمر : وأخبرني عثمان الجزري بهذا الحديث، وقال فيه: " فأخذ العباس ابنا له كان يشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له: قثم واستلقى فوضعه على صدره وهو يقول:


                                                                                                                                                                    حبي قثم شبيه ذي الأنف الأشم بني ذي النعم برغم من رغم

                                                                                                                                                                    " .

                                                                                                                                                                    وسيأتي في المناقب.

                                                                                                                                                                    [ 4597 / 3 ] رواه عبد بن حميد: أبنا عبد الرزاق ... فذكره.

                                                                                                                                                                    [ 4597 / 4 ] ورواه أبو يعلى الموصلي : ثنا أبو بكر بن زنجويه، ثنا عبد الرزاق ... فذكره.

                                                                                                                                                                    [ 4597 / 5 ] ورواه ابن حبان في صحيحه: ثنا أحمد بن علي بن المثنى، ثنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه ... فذكره.

                                                                                                                                                                    [ 4597 / 6 ] قلت: رواه النسائي في السير: عن إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق ... فذكره باختصار.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية