الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    4 - باب: القضاة ثلاثة

                                                                                                                                                                    [ 4875 / 1 ] قال عبد بن حميد: حدثني أبو الوليد، ثنا حماد بن سلمة، ثنا أبو سنان، عن يزيد بن عبد الله بن موهب، أن عثمان بن عفان قال لابن عمر : " اقض بين الناس، فقال: لا أقضي بين رجلين ولا أؤمهما، قال: فإن أباك كان يقضي! فقال: إن أبي قد كان يقضي، فإن أشكل عليه شيء سأل النبي صلى الله عليه وسلم فإن أشكل على النبي صلى الله عليه وسلم شيء سأل جبريل، وأنا لا أجد من أسأله، وإني لست مثل أبي، وإنه بلغني أن القضاة ثلاثة: رجل جاف فمال به الهوى، فهو في النار، ورجل تكلف القضاء فقضى بجهل، فهو في النار، ورجل اجتهد فأصاب، فذلك ينجو كفافا لا له ولا عليه .

                                                                                                                                                                    قال: وقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من عاذ بالله فقد عاذ بمعاذ، قال: بلى. قال: فإني أعوذ بالله منك أن تجعلني قاضيا، فأعفاه، وقال: لا تخبرن أحدا " .

                                                                                                                                                                    [ 4875 / 2 ] رواه أبو يعلى الموصلي : قال: ثنا شيبان، ثنا معتمر، سمعت عبد الملك بن أبي جميلة، عن عبد الله بن موهب، عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من كان قاضيا فقضى بجور كان من أهل النار، ومن كان قاضيا فقضى بجهل كان من أهل النار، ومن كان قاضيا عالما فقضى بعدل فبالحري أن (ينقلب) كفافا " .

                                                                                                                                                                    [ 4875 / 3 ] قال: وثنا أمية بن بسطام قال: ثنا معتمر بن سليمان، سمعت عبد الملك بن أبي جميلة، يحدث عن عبد الله بن موهب أن عثمان قال لابن عمر: " اذهب فكن قاضيا. قال: أو تعفيني يا أمير المؤمنين. قال: اذهب فاقض بين الناس. قال: أو تعفيني يا أمير المؤمنين. قال: عزمت عليك إلا ذهبت فقضيت، قال: لا تعجل، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من عاذ بالله فقد عاذ بمعاذ؟ قال: نعم. قال: إني أعوذ بالله أن أكون قاضيا، قال: وما يمنعك وقد كان أبوك قاضيا؟ قال: لأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كان قاضيا فقضى بجور كان من أهل النار، ومن كان قاضيا فقضى بجهل كان من أهل النار، ومن كان قاضيا عالما فقضى بحق أو بعدل سأل أن ينقلب كفافا " . [ ص: 376 ]

                                                                                                                                                                    [ 4875 / 4 ] ورواه ابن حبان في صحيحه: أبنا الحسن بن سفيان، ثنا أمية بن بسطام، ثنا المعتمر بن سليمان، سمعت عبد الملك بن أبي جميلة، يحدث عن عبد الله بن (موهب ) أن عثمان بن عفان قال لابن عمر : " اذهب فكن قاضيا ... " فذكر طريق أبي يعلى الثانية.

                                                                                                                                                                    [ 4875 / 5 ] قلت: روى الترمذي : منه: " من كان قاضيا فقضى بعدله فبالحري أن ينقلب منه كفافا " .

                                                                                                                                                                    وقال: حديث ليس إسناده عندي بمتصل.

                                                                                                                                                                    وهو كما قال؛ فإن عبد الله بن موهب لم يسمع من عثمان بن عفان، قاله البخاري والحافظ المنذري .

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية