الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    10 - باب النهي أن يقال ما شاء الله وما شاء محمد

                                                                                                                                                                    [ 4844 / 1 ] قال أبو بكر بن أبي شيبة : ثنا عفان، ثنا حماد بن سلمة، أخبرني عبد الملك بن عمير، عن ربعي بن حراش، عن طفيل بن سخبرة - أخي عائشة لأمها - أنه قال: " رأيت فيما يرى النائم كأني أتيت على رهط من اليهود، فقلت: من أنتم؟ فقالوا: نحن اليهود، فقلت: إنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون: عزير ابن الله، قالوا: وأنتم القوم لولا أنكم تقولون: ما شاء الله وشاء محمد.

                                                                                                                                                                    ثم أتيت على رهط من النصارى فقلت: من أنتم؟ فقالوا: نحن النصارى، فقلت: إنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون: المسيح ابن الله. قالوا: وأنتم القوم لولا أنكم تقولون: ما شاء الله وشاء محمد.

                                                                                                                                                                    فلما أصبح أخبر بها [ ص: 360 ] من أخبر، ثم أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هل أخبرت بها أحدا؟ فقال: نعم.

                                                                                                                                                                    فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد، فإن طفيلا رأى رؤيا فأخبر بها من أخبر منكم، وإنكم تقولون كلمة كان يمنعني الحياء منكم أن أنهاكم عنها، فلا تقولوا: ما شاء الله وما شاء محمد "
                                                                                                                                                                    .

                                                                                                                                                                    [ 4844 / 2 ] رواه أبو يعلى الموصلي : ثنا إبراهيم السامي، ثنا حماد ... فذكره.

                                                                                                                                                                    [ 4844 / 3 ] قال: وثنا عبد الله بن عمر بن أبان الكوفي، ثنا زياد بن عبد الله البكائي، عن عبد الملك بن عمير، عن ربعي بن حراش، عن الطفيل - قال عبد الملك: هو أخو عائشة من أمها - : " أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: إني رأيت في المنام كأني لقيت ناسا من النصارى، فقلت: إنكم القوم لولا أنكم تقولون: المسيح ابن الله، قال: وأنتم القوم لولا أنكم تقولون: ما شاء الله وشاء محمد صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم : حدثت بها أحدا قبلي؟ قلت: نعم.

                                                                                                                                                                    فقام، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد، ذلك أن أخاكم قد رأى ما بلغكم أو بلغ منكم، ثم قال: قد كنت أسمعها فأكرهها وأستحي منكم أن أنهاكم، قولوا: ما شاء الله وحده لا شريك له "
                                                                                                                                                                    .

                                                                                                                                                                    [ 4844 / 4 ] قال: وثنا عبد الأعلى، ثنا عثمان بن عمر، عن شعبة، عن عبد الملك بن عمير، عن ربعي، عن الطفيل - أخي عائشة من أمها - عن عائشة - فيما يعلم عثمان - " أن يهوديا رأى في المنام: نعم القوم أمة محمد لولا أنهم يقولون: ما شاء الله وشاء محمد، فذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: لا تقولوا: ما شاء الله وشاء محمد، قولوا: ما شاء الله وحده " .

                                                                                                                                                                    [ 4844 / 5 ] ورواه الدارمي في مسنده: عن يزيد بن هارون، عن شعبة ... فذكره.

                                                                                                                                                                    [ 4844 / 6 ] ورواه النسائي في عمل اليوم والليلة، عن محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ، عن سفيان بن عيينة به.

                                                                                                                                                                    [ 4844 / 7 ] ورواه ابن ماجه في سننه: من طريق سفيان بن عيينة، عن عبد الملك بن [ ص: 361 ] عمير، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة بن اليمان ... فذكره باختصار جدا.

                                                                                                                                                                    [ 4844 / 8 ] قال: وثنا ابن أبي الشوارب، ثنا أبو عوانة، عن عبد الملك، عن ربعي بن حراش، عن الطفيل بن سخبرة - أخي عائشة لأمها - عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.

                                                                                                                                                                    قلت: إسناد حديث الطفيل صحيح كما بينته في الكلام على زوائد ابن ماجه، وإسناد حديث حذيفة رجاله ثقات على شرط البخاري، لكنه منقطع بين سفيان وبين عبد الملك.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية