الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    28 - باب النهي عن قتل الرسل وتجار الكفار وما جاء في الرسول يكون حسن الوجه حسن الاسم

                                                                                                                                                                    [ 4394 / 1 ] قال أبو داود الطيالسي : ثنا المسعودي، عن عاصم، عن أبي وائل، عن عبد الله قال: جاء ابن النواحة وابن أثال رسولين لمسيلمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم : تشهدان أني رسول الله ؟ فقالا: نشهد أن مسيلمة رسول الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : آمنت بالله ورسله. لو كنت قاتلا رسولا لقتلتكما. قال عبد الله: فمضت السنة بأن الرسل لا تقتل، قال عبد الله: فأما ابن أثال فقد كفانا الله، وأما ابن نواحة فلم يزل في نفسي حتى أمكنني الله منه فقتلته .

                                                                                                                                                                    [ 4394 / 2 ] رواه مسدد بإسناد الطيالسي ومتنه.

                                                                                                                                                                    [ 4394 / 3 ] ورواه أبو بكر بن أبي شيبة : ثنا أبو بكر بن عياش، عن عاصم، عن أبي وائل، عن ابن معيز قال: خرجت في الفجر أسقي قريبا لي فمررت بمسجد من مساجد بني حنيفة وهم يذكرون مسيلمة ويزعمون أنه نبي، فأتيت ابن مسعود فذكرنا له ذلك، فأرسل معي الشرط فأخذوهم، قال: فقالوا: نستغفر الله ونتوب إليه. قال: فخلى سبيلهم إلا ابن النواحة فإنه ضرب عنقه، قال: فقال الناس: أخذهم في ذنب واحد فخلى سبيلهم وقتل هذا! قال: أما إني سأحدثكم: شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاءه هذا وآخر معه فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم : تشهدان أني رسول الله ؟ قال: فقالا: نشهد أن مسيلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال: آمنت بالله ورسوله، ثم قال: لو كنت قاتلا وفدا لقتلتكما .

                                                                                                                                                                    [ 4394 / 4 ] ورواه أحمد بن منيع : ثنا أبو معاوية، ثنا المسعودي، عن عاصم بن أبي النجود، [ ص: 140 ] عن أبي وائل قال: قال عبد الله: مضت السنة أن لا تقتل الرسل .

                                                                                                                                                                    [ 4394 / 5 ] قال: وثنا يزيد، ثنا المسعودي، عن عاصم، عن أبي وائل قال: لما أتي به عبد الله - يعني ابن النواحة - قال: إن هذا وابن أثال قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم رسولين لمسيلمة، فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم : أتشهدان أني رسول الله ؟ فقالا له: أتشهد أنت أن مسيلمة رسول الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لولا أنكما رسولان لقتلتكما. وإنك اليوم لست برسول، والله لأقتلنك، فأمر به فضربت عنقه .

                                                                                                                                                                    [ 4394 / 6 ] قال: وثنا أبو بكر بن عياش، ثنا عاصم، عن أبي وائل، عن ابن معيز السعدي قال: خرجت أسقي قريبا لي في المسجد، فمررت على مسجد من مساجد بني حنيفة، فسمعتهم يشهدون أن مسيلمة رسول الله، فرجعت إلى ابن مسعود فأخبرته، فبعث إليهم فأخذهم وجيء بهم إليه، فتاب القوم واستغفروا ورجعوا عن قولهم، وقدم رجل منهم يقال له: عبد الله بن النواحة فضرب عنقه، فقال الناس: تركت القوم وقتلت هذا، وإنما دينهم واحد ؟ فقال: إن هذا وابن أثال قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم وافدين من مسيلمة، وأنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتشهدان أني رسول الله ؟ فقالا: أتشهد أن مسيلمة رسول الله ؟ فقال: آمنت بالله ورسله، لو كنت قاتلا وفدا لقتلتكما. فلذلك قتلته، وأمر بمسجدهم فهدمه .

                                                                                                                                                                    [ 4394 / 7 ] قال: وثنا أبو معاوية، ثنا الأعمش، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب قال عبد الله لابن النواحة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لولا أنك رسول لقتلتك. فأما اليوم فلست برسول، قم يا حرشة فاضرب عنقه، فقام فضرب عنقه .

                                                                                                                                                                    [ 4394 / 8 ] رواه أبو يعلى الموصلي ثنا محمد، ثنا ابن مهدي، عن سفيان، عن عاصم، عن أبي وائل، عن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لولا أنك رسول لقتلتك - يعني: رسول مسيلمة .

                                                                                                                                                                    [ 4394 / 9 ] قال أبو يعلى الموصلي : وثنا إبراهيم بن الحجاج، ثنا سلام أبو المنذر، [ ص: 141 ] ثنا عاصم، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود أن مسيلمة بعث رجلين أحدهما ابن أثال بن حجر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتشهدان أن محمدا رسول الله ؟ فقالا: نشهد أن مسيلمة رسول الله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : آمنت بالله ورسله، لو كنت قاتلا وفدا قتلتكما، فبينا ابن مسعود بالكوفة إذ رفع إليه الرجل الذي مع ابن أثال - وهو قريب له - فأمر بقتله، فقال للقوم: هل تدرون لم قتل هذا ؟ قالوا: لا ندري. فقال: إن مسيلمة بعث هذا مع ابن أثال بن حجر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتشهدان أن محمدا رسول الله ؟ فقالا: نشهد أن مسيلمة رسول الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : آمنت بالله ورسله، لو كنت قاتلا وفدا قتلتكما. قال: فلذلك قتلته. قال أبو وائل: وكان الرجل يومئذ كافرا

                                                                                                                                                                    [ 4394 / 10 ] ورواه ابن حبان في صحيحه: أبنا الفضل بن الحباب الجمحي، ثنا محمد بن كثير العبدي، ثنا سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب أنه أتى عبد الله يعني ابن مسعود - فقال: ما بيني وبين أحد من العرب إحنة، وإني مررت بمسجد لبني حنيفة فإذا هم يؤمنون بمسيلمة. فأرسل إليهم عبد الله فجيء بهم فاستتابهم غير ابن النواحة، قال له: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لولا أنك رسول لضربت عنقك. وأنت اليوم لست برسول فأمر قرظة بن كعب فضرب عنقه في السوق، ثم قال: من أراد أن ينظر إلى ابن النواحة فلينظر إليه قتيلا في السوق .

                                                                                                                                                                    [ 4394 / 11 ] رواه الحاكم في المستدرك من طريق القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه قال: جاء رجل إلى عبد الله بن مسعود فقال يا أبا عبد الرحمن إن ها هنا قوم يقرؤون على قراءة مسيلمة. قال عبد الله: كتاب غير كتاب الله ورسول غير رسول الله بعد فشو الإسلام ؟! فرده فجاء إليه فقال: يا عبد الله، والذي لا إله غيره إنهم في الدار يقرؤون على قراءة مسيلمة وإن معهم لمصحفا فيه قراءة مسيلمة وذلك في زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه، فقال عبد الله لقرظة - وكان صاحب خيل - انطلق حتى تحيط بالدار فتأخذ من فيها ففعل فأتاه [ ص: 142 ] بثمانين رجلا، فقال لهم عبد الله: ويحكم أكتاب غير كتاب الله - تعالى - أو رسول غير رسول الله ؟! فقالوا: نتوب إلى الله فإنا قد ظلمنا. فتركهم عبد الله لم يقاتلهم وسيرهم إلى الشام غير رئيسهم ابن النواحة أبى أن يتوب فقال عبد الله لقرظة: اذهب فاضرب عنقه واطرح رأسه في حجر أمه فإني أراها قد علمت فعله. ففعل ثم أنشأ عبد الله يحدث بحديث فقال: إن هذا جاء هو وابن أثال رسولين من عند مسيلمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله: تشهد أني رسول الله ؟ فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : تشهد أن مسيلمة رسول الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لولا أنك رسول لقتلتك. فجرت السنة يومئذ أن لا تقتل الرسل .

                                                                                                                                                                    قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية