الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 4581 / 1 ] وقال أبو بكر بن أبي شيبة : ثنا الفضل بن دكين، ثنا يوسف بن صهيب، عن موسى بن أبي المختار، عن بلال، عن حذيفة قال: " إن الناس تفرقوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الأحزاب، فلم يبق معه إلا اثنا عشر رجلا فأتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا جاثم من البرد، فقال: يا ابن اليمان، قم فانطلق إلى عسكر الأحزاب فانظر إلى حالهم. قلت: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق ما قمت إليك إلا حياء من البرد. قال: فبرد الحرة وبرد السبخة. قال: انطلق يا ابن اليمان فلا بأس عليك من برد ولا حر حتى ترجع إلي. قال: فانطلقت حتى آتي عسكرهم، فوجدت أبا سفيان يوقد النار في عصبة حوله وقد تفرق الأحزاب عنه، فجئت حتى أجلس فيهم، فحس أبو سفيان أنه قد دخل فيهم من غيرهم، فقال: ليأخذ كل رجل بيد جليسه. قال: فضربت بيميني على الذي عن يميني فأخذت بيده، فضربت بشمالي على الذي عن يساري فأخذت بيده، فكنت فيهم هنيهة. ثم قمت فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قائم يصلي، فأومأ إلي بيده أن ادن، فدنوت منه حتى أرسل علي من الثوب الذي كان عليه ليدفئني، فلما فرغ من صلاته، قال: يا ابن اليمان، اقعد فأخبر الناس. قال: قلت: يا رسول الله، تفرق الناس عن أبي سفيان، فلم يبق إلا في عصبة يوقد النار، وقد صب الله عليهم من البرد مثل الذي صب علينا، ولكنا نرجو من الله ما لا يرجون " .

                                                                                                                                                                    [ 4581 / 2 ] رواه البزار في مسنده: ثنا إبراهيم بن هانئ، ثنا عبيد الله بن موسى، ثنا [ ص: 230 ] يوسف بن صهيب، عن موسى بن أبي المختار، عن بلال بن يحيى ... فذكر نحوه.

                                                                                                                                                                    قال البزار : لا نعلمه عن بلال، عن حذيفة إلا بهذا الإسناد.

                                                                                                                                                                    قلت: أصله في الصحيح وفي هذا زيادة ظاهرة، ورواه محمد بن يحيى بن أبي عمر مطولا، وسيأتي في التفسير في سورة الأحزاب.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية