الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 4906 / 1 ] وقال أبو بكر بن أبي شيبة : ثنا ابن نمير، ثنا فضيل بن غزوان، عن محمد (بن) الراسبي، عن بشر بن عاصم قال: " كتب عمر إليه عهده، فقال: لا حاجة لي فيه؛ إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الولاة يجاء بهم يوم القيامة (فيقفون) على جسر جهنم، فمن كان مطاوعا لله تناوله الله بيمينه حتى ينجيه، ومن كان عاصيا لله انخرق به الجسر إلى واد من نار يتلهب التهابا.

                                                                                                                                                                    قال: فأرسل عمر إلى أبي ذر وإلى سلمان فقال لأبي ذر: أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال: نعم والله، وبعد الوادي واد آخر من نار.

                                                                                                                                                                    قال: وسأل سلمان فكره أن يخبره بشيء، فقال عمر: من يأخذها بما فيها؟ فقال أبو ذر: من (سلت) الله أنفه وعينيه، وأصدع خده إلى الأرض "
                                                                                                                                                                    . [ ص: 399 ]

                                                                                                                                                                    [ 4906 / 2 ] رواه أحمد بن منيع : ثنا سريج بن النعمان، ثنا حشرج بن نباتة، عن هشام بن حبيب، عن بشر بن عاصم، عن أبيه قال: " بعث إليه عمر بن الخطاب أن يستعين به على بعض الصدقة، فأبى أن يعمل له، فقال: لم؟ قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا كان يوم القيامة أتي بالوالي فقذف على جسر جهنم، فيأمر الله الجسر فينهض به انتهاضة يزول عنه كل عظم منه عن مكانه، ثم يأمر الله العظام فترجع إلى مكانها، فإن كان لله - عز وجل - مطيعا أخذ بيده وأعطاه كفلين من رحمته، وإن كان لله عاصيا خرق به الجسر فهوى في جهنم سبعين عاما.

                                                                                                                                                                    فقال له عمر - رضي الله عنه - : أسمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم نسمع؟! قال: وكان سلمان وأبو ذر جالسين، فقال سلمان: نعم والله يا عمر، ومع السبعين سبعين خريفا في واد من نار (يتلهب) التهابا، فقال عمر بيده على جبهته: إنا لله وإنا إليه راجعون، من يأخذها بما فيها؟ فقال: من سلت الله أنفه، وألصق خده بالأرض "
                                                                                                                                                                    .

                                                                                                                                                                    [ 4906 / 3 ] ورواه عبد بن حميد: ثنا حجاج بن منهال، ثنا حماد بن سلمة، أبنا (عبيد الله) بن العيزار، عن رجل من أهل الشام " أن عمر أراد أن يستعمل بشر بن عاصم فقال: لا أعمل لك. قال: لمه؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يؤتى بالوالي فيوقف على الصراط فيهتز به حتى يزول كل عضو منه عن مكانه، فإن كان عدلا مضى، وإن كان جائرا أهوى في النار سبعين خريفا.

                                                                                                                                                                    فدخل عمر المسجد وهو منتقع اللون، فقال له أبو ذر: ما شأنك يا أمير المؤمنين؟ قال: حديث حدثنيه بشر بن عاصم، قال: وما هو؟ فحدثه به، فقال أبو ذر: نعم، لقد سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر: فمن يرغب في العمل بعد هذا؟ فقال أبو ذر: من أسلت الله أنفه وأصدغ خده "
                                                                                                                                                                    . [ ص: 400 ]

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية