50 - (باب ذكر أبواب شفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم) : 
التي قد خص بها دون الأنبياء سواه ، صلوات الله عليهم لأمته ، وشفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم (دون غيره من الأنبياء صلوات الله عليهم) ، وشفاعة بعض أمته لبعض أمته ، ممن قد أوبقتهم خطاياهم ، وذنوبهم فأدخلوا النار ، ليخرجوا منها ، بعد ما قد عذبوا فيها ، بقدر ذنوبهم ، وخطاياهم التي لا يغفرها لهم ،  [ ص: 589 ] ولم يتجاوز لهم عنها ، بفضله (وجوده . بالله) نتعوذ من النار . 
51 - (باب : ذكر الشفاعة التي خص الله بها النبي صلى الله عليه وسلم) : 
دون غيره من الأنبياء - صلى الله عليهم ، وهي الشفاعة الأولى التي يشفع بها لأمته ، ليخلصهم الله من الموقف الذي قد جمعوا فيه ، يوم القيامة ، مع الأولى ،  [ ص: 590 ]  [ ص: 591 ]  [ ص: 592 ] وقد دنت الشمس منهم ، فآذتهم وأصابهم من الغم والكرب ما لا يطيقون ، ولا يحتملون . وهذه الشفاعة هي سوى الشفاعة التي يشفع النبي صلى الله عليه وسلم بعد ، لإخراج من قد أدخل النار من أمته ، بما قد ارتكبوا من الذنوب ، والخطايا في الدنيا ، التي لم يشأ الله أن يعفو عنها ويغفرها لهم ، تفضلا وكرما وجودا ، وما ذكر من خصوصية الله نبيه محمدا بالنظر إليه عز وجل عند الشفاعة داخل في هذا الباب . 
1 - (000) : حدثنا أبو قدامة عبيد الله بن سعيد ،   ويعقوب بن إبراهيم الدورقي  وعبد الرحمن بن بشر بن الحكم ،  قالوا : ثنا  يحيى بن سعيد  قال : ثنا أبو حيان ،  قال : حدثني  أبو زرعة بن عمرو بن جرير ،  عن  أبي هريرة  رضي الله عنه . 
 [ ص: 593 ]  2 - (000) : وثنا علي بن المنذر ،  قال : ثنا  ابن فضيل ،  قال : ثنا أبو حيان التميمي ،  عن  أبي زرعة ،  عن  أبي هريرة  رضي الله عنه . 
3 - (  347  ) : وثنا عبدة بن عبد الله الخزاعي ،  قال : ثنا  ابن فضيل ،  قال : ثنا أبو حيان التميمي ،  عن  أبي زرعة ،  عن  أبي هريرة  رضي الله عنه قال :  " أتي النبي صلى الله عليه وسلم بلحم ، فدفع إليه الذراع ، وكان يعجبه ، فنهش منه نهشة ، ثم قال : أنا سيد  [ ص: 594 ] الناس يوم القيامة ، وهل تدرون لم ذلك ؟ يجمع الله يوم القيامة الأولين والآخرين في صعيد واحد ، فيسمعهم الداعي ، وينفدهم البصر ، وتدنو الشمس فيبلغ الناس من الكرب والغم ما لا يطيقون ولا يحتملون ، فيقول بعض الناس لبعض : ألا ترون ما أنتم فيه ؟ ألا ترون ما قد بلغكم ألا تنظرون إلى من يشفع إلى ربكم ؟ 
فيقول بعض الناس لبعض : أبوكم آدم  عليه السلام فيأتون آدم ، فيقولون : يا آدم  أنت أبو البشر ، خلقك الله بيده ، ونفخ فيك من روحه ، وأمر الملائكة فسجدوا لك ، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى ما نحن فيه ، ألا ترى ما قد بلغنا ؟ 
فيقول لهم : إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله ، وإنه نهاني عن الشجرة ، فعصيته ، نفسي نفسي ، اذهبوا إلى غيري ، اذهبوا إلى نوح ،  فيأتون نوحا ،  فيقولون يا نوح :  أنت أول الرسل إلى أهل الأرض ، وسماك الله عبدا شكورا ، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى إلى ما نحن فيه ، ألا ترى إلى ما قد بلغنا ؟ 
 [ ص: 595 ] فيقول لهم : إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله (ولن يغضب بعده مثله) ، وإنه كانت لي دعوة دعوت بها على قومي ، اذهبوا إلى غيري ، اذهبوا إلى إبراهيم   (فيأتون إبراهيم) ، فيقولون يا إبراهيم :  أنت نبي الله ، وخليله من أهل الأرض ، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى ما نحن فيه ، ألا ترى ما قد بلغنا ؟ فيقول لهم إبراهيم :   (إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله ، وذكر كذباته ، نفسي نفسي ، اذهبوا إلى غيري ، اذهبوا إلى موسى ،  فيأتون موسى  صلى الله عليه وسلم فيقولون : 
يا موسى :  أنت رسول الله ، فضلك الله برسالاته ، وبتكليمه على الناس ، فاشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى ما نحن فيه ، ألا ترى ما قد بلغنا ؟ 
فيقول لهم موسى :  إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله ، وإني قتلت نفسا ، لم أؤمر بقتلها نفسي نفسي ، اذهبوا إلى غيري ، اذهبوا إلى عيسى ابن مريم ،  فيأتون عيسى ابن مريم ،  فيقولون : يا عيسى :  أنت رسول الله ، وكلمت الناس في المهد ، وكلمة منه ألقاها إلى مريم وروح منه ، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى ما نحن فيه ، ألا ترى ما قد بلغنا ، فيقول لهم عيسى :  إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ، ولن يغضب بعده مثله ، ولم يذكر له ذنبا ، نفسي نفسي ، اذهبوا إلى غيري ، اذهبوا إلى محمد  صلى الله عليه وسلم فيأتوني ، فيقولون : يا محمد  أنت رسول الله وخاتم النبيين ، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى ما نحن فيه ؟ ألا ترى ما قد بلغنا فأنطلق فآتي تحت العرش ، فأقع ساجدا لربي ، ثم يفتح الله علي ويلهمني من محامده ، وحسن الثناء عليه ، شيئا لم يفتحه لأحد قبلي ، ثم قال : يا محمد :  ارفع رأسك ، وسل  [ ص: 596 ] تعط ، واشفع تشفع ، فأرفع رأسي ، فأقول رب : أمتي ، أمتي أمتي ، ثلاث مرات ، فيقال : يا محمد  أدخل الجنة من أمتك من لا حساب عليه ، من الباب الأيمن ، من أبواب الجنة ، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب ، قال : والذي نفسي بيده : إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكة  وهجر  أو كما بين مكة  وبصرى " .   
هذا لفظ حديث  عبد الرحمن بن بشر .  
				
						
						
