1 - (  464  ) : فحدثنا  محمد بن يحيى ،  قال : ثنا  جعفر بن عون ،  ثنا  هشام بن سعد ،  قال : ثنا  زيد بن أسلم ،  عن  عطاء بن يسار ،  عن  أبي سعيد الخدري ،  قال :  (قلنا : يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ فذكر الحديث بطوله ، وقال : ثم يضرب الجسر على جهنم ، قلنا : وما الجسر يا رسول الله ، بأبينا أنت وأمنا ؟ قال : (دحض مزلة) له كلاليب وخطاطيف ، وحسكة تكون بنجد ، عقيفا يقال لها السعدان فيمر المؤمنون كلمح البرق ، وكالطرف وكالريح وكالطير ، وكأجود الخيل ، والراكب : فناج مسلم ، ومخدوش مرسل ومكدوش في نار جهنم ، والذي نفسي بيده ما أحدكم بأشد مناشد في الحق يراه من المؤمنين في إخوانهم  [ ص: 730 ] إذا رأوا أن قد خلصوا من النار ، يقولون : أى ربنا ، إخواننا كانوا يصلون معنا ويصومون معنا قد أخذتهم النار ، فيقول الله لهم : اذهبوا فمن عرفتم صورته فأخرجوه وتحرم صورتهم ، فيجد الرجل قد أخذته النار إلى قدميه ، وإلى أنصاف ساقيه ، وإلى ركبتيه ، وإلى حقويه ، فيخرجون منها بشرا كثيرا ثم يعودون ، فيتكلمون فيقول : اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال قيراط خير ، فأخرجوه ، فيخرجون منها بشرا كثيرا ، ثم يعودون ، فيتكلمون ، فيقول : اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف قيراط من خير ، فأخرجوه ، فيخرجون منها بشرا كثيرا ، ثم يعودون ، فيتكلمون فلا يزال يقول ذلك (لهم ، حتى يقول) اذهبوا ، فأخرجوا من وجدتم في قلبه مثقال ذرة فأخرجوه) وكان  أبو سعيد  إذا حدث بهذا الحديث يزيد (يقول) . 
قال  أبو بكر :  لم أجد في كتابي يقول إن لم تصدقوا فاقرؤوا : ( إن الله لا يظلم مثقال ذرة   - قرأ إلى قوله - عظيما   ) فيقولون : ربنا لم نذر فيها خيرا ، فيقول : هل بقي إلا أرحم الراحمين ، قد شفعت الملائكة ، وشفع الأنبياء ، وشفع المؤمنون فهل بقي إلا أرحم الراحمين ، قال : فيأخذ قبضة من النار فيخرج قوما قد صاروا حممة لم يعلموا له عمل خير قط ، فيطرحوا في نهر يقال له نهر الحياة ، فينبتون فيه ، (والذي نفسي بيده كما تنبت الحبة في حميل السيل)   (ثم ذكر  محمد بن يحيى  باقي الحديث ، خرجته بتمامه في كتاب الأهوال) . 
 [ ص: 731 ]  2 - (  465  ) : (حدثنا  محمد بن يحيى) ،  قال : ثنا  عبد الرزاق ،  قال : أخبرنا  معمر ،  عن  زيد بن أسلم  بهذا الإسناد ، فذكر نحو هذه القصة خرجته في باب آخر بعد ، غير أنه لم يذكر الجسر ، ولا صفة المرور عليه ، وإنما قال :  (إذا خلص المؤمنون من النار وأمنوا ، فما مجادلة أحدكم لصاحبه في الحق يكون له في الدنيا) ثم ساق ما بعد هذا من الحديث . 
 [ ص: 732 ] قال  أبو بكر :  هذه اللفظة  (لم يعملوا خيرا قط) من الجنس الذي يقول العرب : ينفى الاسم عن الشيء لنقصه عن الكمال والتمام ، فمعنى هذه اللفظة على هذا الأصل ، لم يعملوا خيرا قط ، على التمام والكمال ، لا على ما أوجب عليه وأمر به ، وقد بينت هذا المعنى في مواضع من كتبي . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					