قوله: وهو شديد المحال [هذه الجملة حال من الجلالة] الكريمة، ويضعف استئنافها. وقرأ العامة بكسر الميم، وهو القوة والإهلاك، قال عبد المطلب:
2848 - لا يغلبن صليبهم ومحالهم عدوا محالك
وقال الأعشى: 2849 - فرع نبع يهتز في غصن المج د عظيم الندى شديد المحال
[واختلفوا في ميمه]: فالجمهور على أنها أصلية من المحل وهو المكر والكيد، ووزنه فعال كمهاد. وقال القتبي: إنه من الحيلة، وميمه مزيدة، كمكان من الكون، ثم يقال: تمكنت. وقد غلطه الأزهري وقال: لو كان مفعلا من الحيلة لظهرت مثل: مزود ومحول ومحور.
وقرأ الأعرج والضحاك بفتحها، والظاهر أنه لغة في المكسورها، وهو مذهب ابن عباس، فإنه فسره بالحول وفسره غيره بالحيلة. وقال الزمخشري : "وقرأ الأعرج بفتح الميم على أنه مفعل من حال يحول محالا، إذا احتال، ومنه "أحول من ذئب"، أي: أشد حيلة، ويجوز أن يكون المعنى: شديد الفقار، ويكون مثلا في القوة والقدرة، كما جاء: "فساعد الله أشد، وموساه أحد"، لأن الحيوان إذا اشتد محاله كان منعوتا بشدة القوة والاضطلاع بما يعجز عنه غيره، ألا ترى إلى قولهم: "فقرته الفاقرة" وذلك أن الفقار عمود الظهر وقوامه".


