الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (51) قوله: ما أشهدتهم : أي: إبليس وذريته، أو ما أشهدت الملائكة فكيف تعبدونهم؟ أو ما أشهدت الكفار فكيف تنسبون إلي ما لا يليق بجلالي؟ أو ما أشهدت جميع الخلق.

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ أبو جعفر وشيبة والسختياني في آخرين: "أشهدناهم" على التعظيم.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: وما كنت متخذ المضلين وضع الظاهر موضع المضمر; إذ المراد بالمضلين من نفى عنهم إشهاد خلق السماوات، وإنما نبه بذلك على وصفهم القبيح.

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ العامة: "كنت" بضم التاء إخبارا عنه تعالى. وقرأ الحسن [ ص: 509 ] والجحدري وأبو جعفر بفتحها خطابا لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم. وقرأ علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "متخذا المضلين" نون اسم الفاعل ونصب به، إذ المراد به الحال أو الاستقبال.

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ عيسى: "عضدا" بفتح العين وسكون الضاد، وهو تخفيف شائع كقول تميم: سبع ورجل في: سبع ورجل. وقرأ الحسن: "عضدا" بالضم والسكون: وذلك أنه نقل حركة الضاد إلى العين بعد سلب العين حركتها. وعنه أيضا "عضدا" بفتحتين و "عضدا" بضمتين. والضحاك "عضدا" بكسر العين وفتح الضاد. وهذه لغات في هذا الحرف.

                                                                                                                                                                                                                                      والعضد من الإنسان وغيره معروف. ويعبر به عن العون والنصير فيقال: فلان عضدي. ومنه: سنشد عضدك بأخيك أي: سنقوي نصرتك ومعونتك.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية