الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (96) قوله: آتوني : قرأ أبو بكر: "ايتوني" بهمزة وصل من أتى يأتي في الموضعين من هذه السورة بخلاف عنه في الثاني. وافقه حمزة على الثاني من غير خلاف عنه. والباقون بهمزة القطع فيهما.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 548 ] ف "زبر" على قراءة همزة الوصل منصوبة على إسقاط الخافض، أي: جيئوني بزبر الحديد. وفي قراءة قطعها على المفعول الثاني لأنه يتعدى بالهمزة إلى اثنين. وعلى قراءة أبي بكر يحتاج إلى كسر التنوين من "ردما" لالتقاء الساكنين; لأن همزة الوصل تسقط درجا فيقرأ له بكسر التنوين، وبعده همزة ساكنة هي فاء الكلمة. وإذا ابتدأت بكلمتي "ائتوني" في قراءته وقراءة حمزة تبدأ بهمزة مكسورة للوصل ثم ياء صريحة، هي بدل من همزة فاء الكلمة، وفي الدرج تسقط همزة الوصل، فتعود الهمزة لزوال موجب إبدالها.

                                                                                                                                                                                                                                      والباقون يبتدئون ويصلون بهمزة مفتوحة لأنها همزة قطع، ويتركون تنوين: "ردما" على حاله من السكون، وهذا كله ظاهر لأهل النحو، خفي على القراء.

                                                                                                                                                                                                                                      والزبر جمع زبرة كغرفة وغرف. وقرأ الحسن بضم الباء.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "ساوى" هذه قراءة الجمهور، وقتادة "سوى" بالتضعيف. وعاصم في رواية "سوي" مبنيا للمفعول.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 549 ] قوله: "الصدفين" قرأ أبو بكر بضم الصاد وسكون الدال. وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر بضمهما، والباقون بفتحهما. وهذه لغات قرئ بها في السبع. وأبو جعفر وشيبة وحميد بالفتح والإسكان، والماجشون بالفتح والضم، وعاصم في رواية بالعكس.

                                                                                                                                                                                                                                      والصدفان: ناحيتا الجبلين. وقيل: أن يتقابل جبلان وبينهما طريق، فالناحيتان صدفان لتقابلهما وتصادفهما، من صادفت الرجل، أي: لاقيته وقابلته. وقال أبو عبيد: "الصدف: كل بناء مرتفع وليس بمعروف، والفتح لغة تميم، والضم لغة حمير".

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "قطرا" هو المتنازع فيه. وهذه الآية أشهر أمثلة النحاة في باب التنازع، وهي من إعمال الثاني للحذف من الأول. والقطر: النحاس أو الرصاص المذاب.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية