الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (110) قوله: أنما إلهكم : "أن" هذه مصدرية وإن كانت مكفوفة ب "ما". وهذا المصدر قائم مقام الفاعل كأنه قيل: إنما يوحى إلي التوحيد.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: ولا يشرك العامة على الياء من تحت، عطف بها على أمر. وروي عن أبي عمرو: "ولا تشرك" بالتاء من فوق خطابا على الالتفات من الغيبة إلى الخطاب ثم التفت في قوله: بعبادة ربه إلى الأول. ولو جيء على [ ص: 559 ] الالتفات الثاني لقيل: ربك. والباء سببية، أي: بسبب. وقيل: بمعنى في.

                                                                                                                                                                                                                                      والفردوس: الجنة من الكرم خاصة. وقيل: بل ما كان غالبها كرما. وقيل: كل ما حوط فهو فردوس، والجمع فراديس. وقال المبرد: "الفردوس فيما سمعت من العرب: الشجر الملتف، والأغلب عليه أن يكون من العنب". وحكى الزجاج أنها الأودية التي تنبت ضروبا من النبت. واختلف فيه: فقيل: هو عربي وقيل: أعجمي. وهل هو رومي أو فارسي أو سرياني؟ قيل: ولم يسمع في كلام العرب إلا في بيت حسان:


                                                                                                                                                                                                                                      3206 - وإن ثواب الله كل موحد جنان من الفردوس فيها يخلد

                                                                                                                                                                                                                                      وهذا ليس بصحيح، لأنه سمع في شعر أمية بن أبي الصلت:


                                                                                                                                                                                                                                      3207 - كانت منازلهم إذ ذاك ظاهرة     فيها الفراديس ثم الثوم والبصل

                                                                                                                                                                                                                                      ويقال: كرم مفردس، أي: معرش، ولهذا سميت الروضة التي دون اليمامة فردوسا.

                                                                                                                                                                                                                                      وإضافة "جنات" إلى الفردوس إضافة تبيين.

                                                                                                                                                                                                                                      [تمت سورة الكهف]

                                                                                                                                                                                                                                      *** [ ص: 560 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية