3008 - جاء الشتاء ولما أتخذ سكنا يا ويح نفسي من حفر القراميص
قوله: يوم ظعنكم قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو بفتح العين; والباقون بإسكانها، وهما لغتان بمعنى كالنهر والنهر. وزعم بعضهم أن الأصل الفتح، والسكون تخفيف لأجل حرف الحلق كالشعر في الشعر.قوله: أثاثا فيه وجهان، أحدهما: أنه منصوب عطفا على "بيوتا"، أي: وجعل لكم من أصوافها أثاثا، وعلى هذا فيكون قد عطف مجرورا على مجرور ومنصوبا على منصوب، ولا فصل هنا بين حرف العطف والمعطوف حينئذ. وقال أبو البقاء: "وقد فصل بينه وبين حرف العطف بالجار والمجرور وهو قوله: ومن أصوافها ، وهو ليس بفصل مستقبح كما زعم في "الإيضاح"; لأن الجار والمجرور مفعول، وتقديم مفعول على مفعول قياس". وفيه نظر; لما عرفت من أنه عطف مجرور على مثله ومنصوب على مثله.
والثاني: أنه منصوب على الحال، ويكون قد عطف مجرورا على مثله، تقديره: وجعل لكم من جلود الأنعام ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها بيوتا [ ص: 274 ] حال كونها أثاثا، ففصل بالمفعول بين المتعاطفين. وليس المعنى على هذا، إنما هو على الأول.
وقوله: كلمح البصر : اللمح مصدر لمح يلمح لمحا ولمحانا، أي: أبصر بسرعة. وقيل: أصله من لمح البرق، وقولهم: "لأرينك لمحا باصرا"، أي: أمرا واضحا.
وقوله: في جو السماء : الجو: الهواء، وهو ما بين السماء والأرض. قال:
3009 - فلست لإنسي ولكن لملأك تنزل من جو السماء يصوب
وقوله: "ظعنكم" مصدر ظعن، أي: ارتحل، والظعينة الهودج فيه المرأة، وإلا فهو محمل، ثم كثر حتى قيل للمرأة: ظعينة.
وقال أهل اللغة: الأصواف للضأن، والأوبار للإبل، والشعر للمعز. والأثاث: متاع البيت إذا كان كثيرا. وأصله من أث الشعر والنبات إذا كثفا وتكاثرا. قال امرؤ القيس: [ ص: 275 ]
3010 - وفرع يغشي المتن أسود فاحم أثيث كقنو النخلة المتعثكل
3011 - تقادم العهد من أم الوليد بنا دهرا وصار أثاث البيت خرثيا
3012 - ... ... ... ... وألفى قولها كذبا ومينا
3013 - ... ... ... ... أتى من دونها النأي والبعد


