الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وروي أن بعض الصالحين دفع طعاما إلى بعض الأبدال فلم يأكل ، فسأله عن ذلك فقال : نحن لا نأكل إلا حلالا فلذلك ، تستقيم قلوبنا ويدوم حالنا ونكاشف الملكوت ونشاهد الآخرة ولو أكلنا مما تأكلون ثلاثة أيام لما رجعنا إلى شيء من علم اليقين ولذهب الخوف والمشاهدة من قلوبنا فقال له الرجل : فإني أصوم الدهر وأختم القرآن في كل شهر ثلاثين مرة ، فقال له البدل : هذه الشربة التي رأيتني شربتها من الليل ، أحب إلي من ثلاثين ختمة في ثلثمائة ركعة من أعمالك ، وكانت شربته من لبن ظبية وحشية .

التالي السابق


(وروي أن بعض السائحين رفع طعاما إلى بعض الأبدال) ، ولفظ القوت: وحدثت عن بعض الأبدال في قصة يطول ذكرها، أن بعض العامة من السائحين رفع إليه شيئا من الطعام، (فلم يأكله، فسأله عنه) ، أي: عن امتناعه من الأكل، (فقال: نحن لا نأكل إلا حلالا، ولذلك تستقيم قلوبنا ) على الزهد (ويدوم حالنا) ، ولفظ القوت: وندوم على حال واحد، (ونكاشف بالملكوت ونشاهد الآخرة) ، ثم قال: (ولو أكلنا مما تأكلون ثلاثة أيام لما رجعنا إلى شيء) مما نحن عليه، (من علم اليقين ولذهب الخوف والمشاهدة من قلوبنا) في كلام طويل، (فقال له الرجل:) في آخره (فإني أصوم الدهر وأختم القرآن في كل شهر ثلاثين ختمة، فقال له البدل: هذه الشربة) من اللبن (التي رأيتني) قد (شربتها من الليل، أحب إلي من ثلاثين ختمة في ثلاثمائة ركعة) ، ولفظ القوت: في ثلاثين ركعة، (من أعمالك، وكانت شربة لبن من ظبية وحشية) ، ولفظ القوت: وكانت شربة لبن أروى وحشية، وهي الأنثى من الوعل، وقال بعض السائحين: قلت لبعض الأبدال: وقد حدثته عن أكل الحلال بمثل هذا الحديث أنتم تقدرون على الحلال فلم لا تطعمونا منه ولإخوانكم من المسلمين؟ فقال: لا يصلح لجملة الخلق، ولم نؤمر بذلك لأنهم لو أكلوا كلهم حلالا لبطلت المملكة وتعطلت الأسواق، وخربت الأمصار، ولكنه قليل في قليل، وخصوص في خصوص، أو معنى هذا الكلام .




الخدمات العلمية