الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وقال صلى الله عليه وسلم إذا ابتاع أحدكم الخادم فليكن أول شيء يطعمه الحلو فإنه أطيب لنفسه رواه معاذ .

وقال أبو هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا أتى أحدكم خادمه بطعامه فليجلسه وليأكل معه فإن لم يفعل فليناوله لقمة .

وفي رواية : إذا كفى أحدكم مملوكه صنعة طعامه فكفاه حره ومؤنته وقربه إليه فليجلسه وليأكل معه فإن لم يفعل فليناوله أو ليأخذ أكلة فليروغها وأشار بيده وليضعها في يده وليقل كل هذه ودخل على سلمان رجل وهو يعجن فقال : يا أبا عبد الله ما هذا فقال ؟ : بعثنا الخادم في شغل فكرهنا أن نجمع عليه عملين .

التالي السابق


(وقال -صلى الله عليه وسلم- إذا ابتاع) أي: اشترى (أحدكم الخادم) عبدا أو أمة (فليكن أول شيء يطعمه الحلواء) أي: ما فيه حلاوة خلقية أو مصنوعة (فإنه أطيب لنفسه) مع ما فيه من التفاؤل الحسن، والأمر للندب (رواه معاذ) بن جبل -رضي الله عنه- أخرجه الطبراني في الأوسط والخرائطي في مكارم الأخلاق بسند ضعيف قاله العراقي.

قلت: وعده ابن الجوزي في الموضوعات ولم يصب، فقد روي نحو ذلك من حديث عائشة بلفظ: من ابتاع مملوكا فليحمد الله وليكن أول ما يطعمه الحلو فإنه أطيب لنفسه. هكذا رواه ابن عدي وابن النجار وإسنادهما أيضا ضعيف .

(وقال أبو هريرة -رضي الله عنه- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إذا أتى أحدكم خادمه) بالرفع وأحدكم منصوب به والخادم يطلق على الذكر والأنثى (بطعامه) حاملا له (فليجلسه) معه ندبا (وليأكل معه) سلوكا لسبيل التواضع (فإن لم يفعل) وفي نسخة، فإن أبى ذلك لعذر كأن تعاف نفسه ذلك قهرا عليه ويخشى من إكراهها محذور، أو كان الخادم يكره ذلك حياء منه أو تأدبا أو كونه أمرد يخشى من التهم في إجلاسه معه ونحو ذلك (فليناوله) ندبا مؤكدا من ذلك الطعام شيئا (وفي رواية أخرى: إذا كفى أحدكم مملوكه صنعة طعامه فكفاه حره ومؤنته) أو (ليأخذ لقمة) منه وفي نسخة: أكلة (فليروغها) بالإدام أي: يدسمها (وأشار بيده فليضعها في يده وليقل) له (كل هذه) .

قال العراقي: متفق عليه مع اختلاف لفظه وهو في مكارم الأخلاق للخرائطي باللفظين اللذين ذكرهما المصنف غير أنه لم يذكر علاجه، وهذه اللفظة عند البخاري اهـ .

قلت: لفظ البخاري: إذا أتى أحدكم خادمه بطعامه قد كفاه علاجه فليجلسه معه، فإن لم يجلسه معه فليناوله لقمة أو لقمتين أو أكلة أو أكلتين. ورواه مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه نحو ذلك (ودخل على) [ ص: 327 ] أبي عبد الله (سلمان) الفارسي -رضي الله عنه- (رجل) فرآه (وهو يعجن) دقيقا له (فقال: يا أبا عبد الله ما هذا؟ قال: بعثنا الخادم في شغل وكرهنا أن نجمع عليه عملين) قال أبو نعيم في الحلية: حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ومحمد بن عبد الرحمن الطفاوي قالا: حدثنا أيوب عن أبي قلابة أن رجلا دخل على سلمان وهو يعجن فقال: ما هذا؟! قال: بعثنا الخادم في عمل أو قال: في صنعة، فكرهنا أن نجمع عليه عملين أو قال: صنعتين، ثم قال: فلان يقرئك السلام قال: متى قدمت؟ قال: منذ كذا وكذا، قال: فقال: أما إنك لو لم تؤدها كانت أمانة لم تؤدها.




الخدمات العلمية