الحق الثاني :
في
nindex.php?page=treesubj&link=18570الإعانة بالنفس في قضاء الحاجات والقيام بها قبل السؤال وتقديمها على الحاجات الخاصة .
وهذه أيضا لها درجات كما للمواساة بالمال فأدناها القيام بالحاجة عند السؤال والقدرة ولكن مع البشاشة والاستبشار وإظهار الفرح وقبول المنة .
قال بعضهم : إذا استقضيت أخاك حاجة فلم يقضها فذكره ثانية فلعله أن يكون قد نسي فإن لم يقضها فكبر عليه واقرأ هذه الآية
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=36والموتى يبعثهم الله وقضى
nindex.php?page=showalam&ids=16438ابن شبرمة حاجة لبعض إخوانه كبيرة فجاء بهدية فقال ما هذا قال ؟! : لما أسديته إلي فقال : خذ مالك عافاك الله إذا سألت أخاك حاجة فلم يجهد نفسه في قضائها فتوضأ للصلاة وكبر عليه أربع تكبيرات وعده في الموتى .
قال
جعفر بن محمد إني لأتسارع إلى قضاء حوائج أعدائي مخافة أن أردهم فيستغنوا عني .
هذا في الأعداء فكيف في الأصدقاء وكان في السلف من يتفقد عيال أخيه وأولاده بعد موته أربعين سنة يقوم بحاجتهم ويتردد كل يوم إليهم ويمونهم من ماله فكانوا لا يفقدون من أبيهم إلا عينه بل كانوا يرون منه ما لم يروا من أبيهم في حياته وكان الواحد منهم يتردد إلى باب دار أخيه ويسأل ويقول : هل لكم زيت هل لكم ملح ؟ هل لكم حاجة ؟ وكان يقوم بها حيث لا يعرفه أخوه .
وبهذا تظهر الشفقة والأخوة فإذا لم تثمر الشفقة حتى يشفق على أخيه كما يشفق على نفسه فلا خير فيها .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=17188ميمون بن مهران من لم تنتفع بصداقته لم تضرك عداوته .
الْحَقُّ الثَّانِي :
فِي
nindex.php?page=treesubj&link=18570الْإِعَانَةِ بِالنَّفْسِ فِي قَضَاءِ الْحَاجَاتِ وَالْقِيَامِ بِهَا قَبْلَ السُّؤَالِ وَتَقْدِيمِهَا عَلَى الْحَاجَاتِ الْخَاصَّةِ .
وَهَذِهِ أَيْضًا لَهَا دَرَجَاتٌ كَمَا لِلْمُوَاسَاةِ بِالْمَالِ فَأَدْنَاهَا الْقِيَامُ بِالْحَاجَةِ عِنْدَ السُّؤَالِ وَالْقُدْرَةِ وَلَكِنْ مَعَ الْبَشَاشَةِ وَالِاسْتِبْشَارِ وَإِظْهَارِ الْفَرَحِ وَقَبُولُ الْمِنَّةِ .
قَالَ بَعْضُهُمْ : إِذَا اسْتَقْضَيْتَ أَخَاكَ حَاجَةً فَلَمْ يَقْضِهَا فَذَكِّرْهُ ثَانِيَةً فَلَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ قَدْ نَسِيَ فَإِنْ لَمْ يَقْضِهَا فَكَبِّرْ عَلَيْهِ وَاقْرَأْ هَذِهِ الْآيَةَ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=36وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ وَقَضَى
nindex.php?page=showalam&ids=16438ابْنُ شُبْرُمَةَ حَاجَةً لِبَعْضِ إِخْوَانِهِ كَبِيرَةً فَجَاءَ بِهَدِيَّةٍ فَقَالَ مَا هَذَا قَالَ ؟! : لِمَا أَسْدَيْتَهُ إِلَيَّ فَقَالَ : خُذْ مَالَكَ عَافَاكَ اللَّهُ إِذَا سَأَلْتَ أَخَاكَ حَاجَةً فَلَمْ يُجْهِدْ نَفْسَهُ فِي قَضَائِهَا فَتَوَضَّأْ لِلصَّلَاةِ وَكَبِّرْ عَلَيْهِ أَرْبَعَ تَكْبِيرَاتٍ وَعُدَّهُ فِي الْمَوْتَى .
قَالَ
جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ إِنِّي لَأَتَسَارَعُ إِلَى قَضَاءِ حَوَائِجِ أَعْدَائِي مَخَافَةَ أَنْ أَرُدَّهُمْ فَيَسْتَغْنُوا عَنِّي .
هَذَا فِي الْأَعْدَاءِ فَكَيْفَ فِي الْأَصْدِقَاءِ وَكَانَ فِي السَّلَفِ مَنْ يَتَفَقَّدُ عِيَالَ أَخِيهِ وَأَوْلَادِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَقُومُ بِحَاجَتِهِمْ وَيَتَرَدَّدُ كُلَّ يَوْمٍ إِلَيْهِمْ وَيُمَوِّنُهُمْ مِنْ مَالِهِ فَكَانُوا لَا يَفْقِدُونَ مِنْ أَبِيهِمْ إِلَّا عَيْنَهُ بَلْ كَانُوا يَرَوْنَ مِنْهُ مَا لَمْ يَرَوْا مِنْ أَبِيهِمْ فِي حَيَاتِهِ وَكَانَ الْوَاحِدُ مِنْهُمْ يَتَرَدَّدُ إِلَى بَابِ دَارِ أَخِيهِ وَيَسْأَلُ وَيَقُولُ : هَلْ لَكُمْ زَيْتٌ هَلْ لَكُمْ مِلْحٌ ؟ هَلْ لَكُمْ حَاجَةٌ ؟ وَكَانَ يَقُومُ بِهَا حَيْثُ لَا يَعْرِفُهُ أَخُوهُ .
وَبِهَذَا تَظْهَرُ الشَّفَقَةُ وَالْأُخُوَّةُ فَإِذَا لَمْ تُثْمِرِ الشَّفَقَةُ حَتَّى يُشْفِقَ عَلَى أَخِيهِ كَمَا يُشْفِقُ عَلَى نَفْسِهِ فَلَا خَيْرَ فِيهَا .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17188مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ مَنْ لَمْ تَنْتَفِعُ بِصَدَاقَتِهِ لَمْ تَضُرَّكَ عَدَاوَتُهُ .