وأشد الاحتقار المماراة فإن من رد على غيره كلامه فقد نسبه إلى الجهل والحمق  أو إلى الغفلة والسهو عن فهم الشيء على ما هو عليه ، وكل ذلك استحقار وإيغار للصدر وإيحاش . 
وفي حديث  أبي أمامة الباهلي  قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نتمارى فغضب وقال : ذروا المراء ذروا المراء لقلة خيره وذروا المراء فإن نفعه قليل وإنه يهيج العداوة بين الإخوان . 
وقال بعض السلف : من لاحى الإخوان وماراهم قلت مروءته وذهبت كرامته . 
وقال عبد الله بن الحسن  إياك ومماراة الرجال فإنك لن تعدم مكر حليم أو مفاجأة لئيم . 
وقال بعض السلف : أعجز الناس من قصر في طلب الإخوان ، وأعجز منه من ضيع من ظفر به منهم وكثرة المماراة توجب التضييع والقطيعة وتورث العداوة . 
وقد قال الحسن  لا تشتر عداوة رجل بمودة ألف رجل . 
وعلى الجملة فلا باعث على المماراة إلا إظهار التميز بمزيد العقل والفضل واحتقار المردود عليه بإظهار جهله وهذا يشتمل على التكبر والاحتقار والإيذاء والشتم بالحمق والجهل ، ولا معنى للمعاداة إلا هذا فكيف تضام الأخوة والمصافاة فقد . 
     	
		
				
						
						
