ومن التخفيف وترك التكلف أن لا يعترض في نوافل العبادات .  
كان طائفة من الصوفية  يصطحبون على شرط المساواة بين أربع معان إن أكل أحدهم النهار كله لم يقل له صاحبه : صم ، وإن صام الدهر كله لم يقل له : أفطر ، وإن نام الليل كله لم يقل له : قم ، وإن صلى الليل كله لم يقل له : نم ، وتستوي حالاته عنده بلا مزيد ولا نقصان لأن ذلك إن تفاوت حرك الطبع إلى الرياء والتحفظ لا محالة . 
وقد قيل : من سقطت كلفته دامت ألفته من خفت مؤنته دامت مودته . 
وقال بعض الصحابة : إن الله لعن المتكلفين وقال صلى الله عليه وسلم : أنا والأتقياء من أمتي براء من التكلف  . 
وقال بعضهم : إذا عمل الرجل في بيت أخيه أربع خصال فقد تم أنسه به : 
إذا أكل عنده ودخل الخلاء وصلى ونام . 
فذكر ذلك لبعض المشايخ فقال : بقيت خامسة وهو أن يحضر مع الأهل في بيت أخيه ويجامعها ؛ لأن البيت يتخذ للاستخفاء في الأمور الخمس وإلا فالمساجد أروح لقلوب المتعبدين فإذا فعل هذه الخمس فقد تم الإخاء وارتفعت الحشمة وتأكد الانبساط . 
وقول العرب  في تسليمهم يشير إلى ذلك إذ يقول أحدهم لصاحبه : مرحبا وأهلا وسهلا ؛ أي : لك عندنا مرحب وهو السعة في القلب والمكان ولك عندنا أهل تأنس بهم بلا وحشة لك منا ولك عندنا سهولة في ذلك كله أي لا يشتد علينا مما تريد . 
     	
		
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					