الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
والارتياد لموضع البصاق ، ولا تبصق في جهة القبلة ولا عن يمينك ولكن عن يسارك وتحت قدمك اليسرى .

ولا تجالس الملوك فإن فعلت فأدبه ترك الغيبة ومجانبة الكذب وصيانة السر وقلة الحوائج وتهذيب الألفاظ والإعراب في الخطاب والمذاكرة بأخلاق الملوك وقلة المداعبة وكثرة الحذر منهم وإن ظهرت لك المودة وأن لا تتجشأ بحضرتهم ولا تخلل بعد الأكل عنده وعلى الملك أن يحتمل كل شيء إلا إفشاء السر والقدح في الملك والتعرض للحرم .

ولا تجالس العامة فإن فعلت فأدبه ترك الخوض في حديثهم وقلة الإصغاء إلى أراجيفهم والتغافل عما يجري من سوء ألفاظهم وقلة اللقاء لهم مع الحاجة إليهم .

التالي السابق


(والارتياد لموضع البصاق، ولا تبصق في جهة القبلة ولا عن يمينك ولكن عن يسارك وتحت قدمك اليسرى) وليغيبه ولئلا يصيب جلد مؤمن أو ثوبه فيؤذيه، وقد ورد في ذلك خبر إلا أنه خاص بالمسجد والنهي عن جهة القبلة إكراما لها، وكذا عن جهة اليمين إكراما للملائكة .

(ولا تجالس الملوك) فإنه مضر بالدين (وإن فعلت فأدبه ترك الغيبة) عندهم (ومجانبة الكذب) من أصله (وصيانة السر) من إفشائه (وقلة الحوائج) لنفسه ولغيره (وتهذيب الألفاظ و) مراعاة (الإعراب في الخطاب والمذاكرة بأخلاق الملوك) السالفة (وقلة المداعبة) الممازحة (وكثرة الحذر منهم وإن ظهرت لك) منهم (المودة) فإنك لا تعتمد عليها (وأن لا تتجشأ بحضرته) أي: الملك؛ فإن الجشاء يكون من شبع مفرط، وهو يدل على الحرص وهو مذموم (ولا تتخلل بعد الأكل عنده) فإنه ربما يتقذر منه فينفر عنك .

(وعلى الملك أن يتحمل) من جليسه (كل شيء إلا إفشاء السر) فإنه مذموم لا يتحمل (و) كذلك (القدح في الملك) فإنه وخيم (والتعرض للحرم) فإنه يوجب التحفظ (ولا تجالس العامة) من الناس مهما أمكنك فإنه يسلب الراحة (فإن فعلت) وبليت بذلك (فأدبه ترك الخوض في حديثهم وقلة الإصغاء إلى أراجيفهم) وهي الأقوال السيئة والأخبار الكاذبة، وقد أرجف القوم الشيء، وبه إذا أكثر من تلك الأقوال والأخبار حتى يضطر الناس بها (والتغافل عما يجري في سوء ألفاظهم) واختلاف أقوالهم (وقلة اللقاء لهم مع الحاجة إليهم) على قدر ما يقتضي الحال .




الخدمات العلمية