الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وجملة أدب المريض الصبر وقلة الشكوى وقلة الضجر والفزع إلى الدعاء والتوكل بعد الدواء على خالق الدواء، وقال صلى الله عليه وسلم: يا أبا هريرة ألا أخبرك بأمر هو حق ؟ من تكلم به في أول مضجعه من مرضه نجاه الله من النار قلت بلى يا رسول الله قال يقول : لا إله إلا الله يحيي ويميت وهو حي لا يموت ، سبحان الله رب العباد والبلاد ، والحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه على كل حال .

الله أكبر كبيرا إن كبرياء ربنا وجلاله وقدرته بكل مكان .

اللهم إن أنت أمرضتني لتقبض روحي في مرضي هذا فاجعل روحي في أرواح من سبقت لهم منك الحسنى وباعدني من النار كما باعدت أولياءك الذين سبقت لهم منك الحسنى .

وروي أنه قال صلى الله عليه وسلم : عيادة المريض بعد ثلاث فواق ناقة .

وقال طاوس أفضل العيادة أخفها .

التالي السابق


(وجملة آداب المريض الصبر) على ما ابتلاه به ربه، وفي نسخة: حسن الصبر (وقلة الشكوى) لعواده (و) قلة (الضجر) أي: القلق مهما استطاع، وأما الأنين فلا بأس به، فقد ورد أن أنين المريض تسبيح (والفزع إلى الدعاء) بأن يحسن الله عواقبه ويدفع عنه الثقل (والتوكل بعد الدواء على خالق الدواء) أي: استعمال الدواء لا يمنع في التوكل، فقد ورد "تداووا عباد الله فما من داء إلا وأنزل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله" .

(وقال -صلى الله عليه وسلم- يا أبا هريرة ألا أخبرك بأمر هو حق؟) أي: لا يستراب فيه (من تكلم به في أول مضجعه) أي: رقوده من مرضه (نجاه الله من النار) ببركة ما تكلم به، فقلت: بلى يا رسول الله (قال: تقول: لا إله إلا الله) وفي بعض النسخ هنا زيادة: "وحده لا شريك له (يحيي ويميت وهو حي لا يموت، سبحان الله رب العباد والبلاد، والحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه على كل حال أكبر كبيرا كبرياء ربنا وجلاله وقدرته بكل مكان، اللهم إن أنت أمرضتني لتقبض روحي في مرضي هذا فاجعل روحي في أروح من سبقت لهم منك الحسنى وباعدني من النار كما باعدت أولياءك الذين سبقت لهم منك الحسنى) .

قال العراقي: رواه ابن أبي الدنيا في الدعاء وفي المرض والكفارات بسند ضعيف، (وروى أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: عيادة المريض فوق ناقة) أي: قدرها أشار به إلى خفة الجلوس عنده، قال ابن فارس: فواق الناقة رجوع اللبن في ضرعها بعد الحلب، قال العراقي: رواه ابن أبي الدنيا في كتاب المريض من حديث أنس بإسناد فيه جهالة، قلت: ورواه البيهقي في الشعب والديلمي بلفظ العيادة: فواق ناقة إلا أن الديلمي لم يذكر له سندا (وقال طاوس) اليماني -رحمه الله تعالى- (أفضل العيادة أخفها) رواه ابن المطفر في فضائل العباس من طريق هود بن علاء، قال: سمعت طاوسا يقول: أفضل العيادة ما خف منها، ورواه صاحب الفردوس من حديث عثمان بن عفان مرفوعا "أفضل العيادة أخفها"، وروي من حديث جابر مرفوعا "أفضل العيادة أجرا سرعة القيام من عند المريض" ومنهم من صحف حديث عثمان المتقدم فرواه بالباء الموحدة، فقال: أفضل العيادة أخفها وهو غلط، والصواب بالياء التحتية وفي تخفيف العيادة أخبار وآثار غير ما ذكره المصنف .




الخدمات العلمية