الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قال أبو سعيد الخدري هاجر رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليمن وأراد الجهاد فقال صلى الله عليه وسلم : هل باليمن أبواك ؟ قال : نعم ، قال: هل أذنا لك؟ قال: لا فقال صلى الله عليه وسلم : فارجع إلى أبويك فاستأذنهما فإن فعلا فجاهد وإلا فبرهما ما استطعت ؛ فإن ذلك خير ما تلقى الله به بعد التوحيد .

وجاء آخر إليه صلى الله عليه وسلم ليستشيره في الغزو فقال : ألك والدة ؟ قال: نعم .

قال: فألزمها : فإن الجنة عند رجليها .

وجاء آخر يطلب البيعة على الهجرة وقال : ما جئتك حتى أبكيت والدي فقال : ارجع إليهما فأضحكهما كما أبكيتهما .

وقال صلى الله عليه وسلم : حق كبير الإخوة على صغيرهم كحق الوالد عن ولده .

وقال صلى الله عليه وسلم : إذا استصعبت على أحدكم دابته أو ساء خلق زوجته أو أحد من أهل بيته فليؤذن في أذنه .

التالي السابق


(وقال أبو سعيد الخدري) -رضي الله عنه- (هاجر رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من اليمن وأراد الجهاد) في سبيل الله (فقال) له (-صلى الله عليه وسلم-: هل باليمن أبواك؟ قال: نعم، قال: فهل أذنا لك) في الخروج؟ (فقال: لا، فقال -صلى الله عليه وسلم-: فارجع إلى أبويك فاستأذنهما فإن فعلا فجاهد وإلا فبرهما ما استطعت؛ فإن ذلك خير ما تلقى الله به بعد التوحيد) .

قال العراقي: رواه أحمد وابن حبان دون قوله: "ما استطعت" إلخ اهـ .

قلت: وروى أحمد والشيخان وأبو داود والترمذي والنسائي من حديث عبد الله بن عمرو قال: جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فاستأذنه في الجهاد فقال: أحي والداك؟ قال: نعم، قال: فيهما فجاهد. ورواه أيضا الطبراني في الكبير من حديث ابن عمر (وجاء) رجل (آخر إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- يستشيره في الغزو فقال: ألك والدة؟ فقال: نعم، قال: فالزمها فإن الجنة عند رجليها) وفي نسخة: "عند قدميها" قال العراقي: رواه النسائي وابن ماجه والحاكم من حديث معاوية بن جاهمة أن جاهمة أتى النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال الحاكم: صحيح الإسناد اهـ .

قلت: ورواه القضاعي في مسند الشهاب والخطيب في الجامع من حديث أنس بلفظ: "الجنة تحت أقدام الأمهات" وإسناده ضعيف. وفيه من لا يعرف، وعزاه بعضهم إلى مسلم من حديث النعمان بن بشير.

(وجاء) رجل (آخر) إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- (يطلب البيعة على الهجرة وقال: ما جئتك حتى أبكيت والدي، قال: ارجع إليهما فأضحكهما كما أبكيتهما) .

قال العراقي: رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه والحاكم من حديث عبد الله بن عمرو، وقال: صحيح الإسناد .

(وقال -صلى الله عليه وسلم-: حق كبير الإخوة على صغيرهم كحق الوالد على ولده) أي: في وجوب احترامه وتعظيمه وتوقيره وعدم مخالفته ما يشير به ويرتضيه .

قال العراقي: رواه أبو الشيخ في كتاب الثواب من حديث أبي هريرة، ورواه أبو داود في المراسيل من رواية سعيد بن عمرو بن العاص مرسلا، ووصله صاحب مسند الفردوس، فقال عن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاصي عن أبيه عن جده سعيد بن العاصي وإسناده ضعيف اهـ .

قلت: وكذلك رواه الحاكم في التاريخ والخطيب في التاريخ أيضا وأبو الشيخ في الثواب أيضا مسندا مرفوعا .

(وقال -صلى الله عليه وسلم-: إذا استصعب على أحدكم دابته أو ساء خلق زوجته أو أحد من أهل بيته فليؤذن في أذنه) .

قال العراقي: رواه الديلمي في مسند الفردوس من حديث الحسين بن علي بن أبي طالب بسند ضعيف نحوه .




الخدمات العلمية