آ. (41) قوله تعالى:
nindex.php?page=treesubj&link=28987_28908nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=41حسنة فيها أوجه، أحدها: أنها نعت لمصدر محذوف، أي: تبوئة حسنة. والثاني: أنها منصوبة على المصدر الملاقي لعامله في المعنى; لأن معنى
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=41 "لنبوئنهم": لنحسنن إليهم. الثالث: أنها مفعول ثان لأن الفعل قبلها مضمن معنى: "لنعطينهم". و
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=41 "حسنة" صفة
[ ص: 221 ] لموصوف محذوف، أي: دارا حسنة، وفي تفسير
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن: دارا حسنة، وهي المدينة. وقيل: تقديره: منزلة حسنة وهي الغلبة على أهل المشرق والمغرب وقيل:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=41 "حسنة" بنفسها هي المفعول من غير حذف موصوف.
وقرأ أمير المؤمنين
nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود ونعيم بن ميسرة: "لنثوينهم" بالثاء المثلثة والياء، مضارع أثوى المنقول بهمزة التعدية من ثوى بمعنى أقام، وسيأتي أنه قرئ بذلك في السبع في العنكبوت، و
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=41 "حسنة" على ما تقدم. ونزيد أنه يجوز أن يكون على نزع الخافض، أي: في حسنة.
والموصول مبتدأ، والجملة من القسم المحذوف وجوابه خبره، وفيه رد على ثعلب حيث منع وقوع جملة القسم خبرا. وجوز
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء في "الذين" النصب على الاشتغال بفعل مضمر، أي: لنبوئن الذين. ورده الشيخ: بأنه لا يجوز أن يفسر عاملا إلا ما جاز أن يعمل، وأنت لو قلت: "زيدا لأضربن" لم يجز، فكذا لا يجوز "زيدا لأضربنه".
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=41لو كانوا يعلمون يجوز أن يعود الضمير على الكفار، أي: لو كانوا يعلمون ذلك لرجعوا مسلمين، أو على المؤمنين، أي: لاجتهدوا في الهجرة والإحسان، كما فعل غيرهم.
آ. (41) قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=treesubj&link=28987_28908nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=41حَسَنَةً فِيهَا أَوْجُهٌ، أَحَدُهَا: أَنَّهَا نَعْتٌ لِمَصْدَرٍ مَحْذُوفٍ، أَيْ: تَبْوِئَةً حَسَنَةً. وَالثَّانِي: أَنَّهَا مَنْصُوبَةٌ عَلَى الْمَصْدَرِ الْمُلَاقِي لِعَامِلِهِ فِي الْمَعْنَى; لِأَنَّ مَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=41 "لَنُبَوِّئَنَّهُمْ": لَنُحْسِنَنَّ إِلَيْهِمْ. الثَّالِثُ: أَنَّهَا مَفْعُولٌ ثَانٍ لِأَنَّ الْفِعْلَ قَبْلَهَا مُضَمَّنٌ مَعْنَى: "لَنُعْطِيَنَّهُمْ". وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=41 "حَسَنَةً" صِفَةٌ
[ ص: 221 ] لِمَوْصُوفٍ مَحْذُوفٍ، أَيْ: دَارًا حَسَنَةً، وَفِي تَفْسِيرِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ: دَارًا حَسَنَةً، وَهِيَ الْمَدِينَةُ. وَقِيلَ: تَقْدِيرُهُ: مَنْزِلَةٌ حَسَنَةٌ وَهِيَ الْغَلَبَةُ عَلَى أَهْلِ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَقِيلَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=41 "حَسَنَةً" بِنَفْسِهَا هِيَ الْمَفْعُولُ مِنْ غَيْرِ حَذْفِ مَوْصُوفٍ.
وَقَرَأَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ
nindex.php?page=showalam&ids=10وَابْنُ مَسْعُودٍ وَنُعَيْمُ بْنُ مَيْسَرَةَ: "لَنُثْوِيَنَّهُمْ" بِالثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ وَالْيَاءِ، مُضَارِعَ أَثْوَى الْمَنْقُولِ بِهَمْزَةِ التَّعْدِيَةِ مَنْ ثَوَى بِمَعْنَى أَقَامَ، وَسَيَأْتِي أَنَّهُ قُرِئَ بِذَلِكَ فِي السَّبْعِ فِي الْعَنْكَبُوتِ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=41 "حَسَنَةً" عَلَى مَا تَقَدَّمَ. وَنَزِيدُ أَنَّهُ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ عَلَى نَزْعِ الْخَافِضِ، أَيْ: فِي حَسَنَةٍ.
وَالْمَوْصُولُ مُبْتَدَأٌ، وَالْجُمْلَةُ مِنَ الْقَسَمِ الْمَحْذُوفِ وَجَوَابِهِ خَبَرُهُ، وَفِيهِ رَدٌّ عَلَى ثَعْلَبٍ حَيْثُ مَنَعَ وُقُوعَ جُمْلَةِ الْقَسَمِ خَبَرًا. وَجَوَّزَ
nindex.php?page=showalam&ids=14803أَبُو الْبَقَاءِ فِي "الَّذِينَ" النَّصْبَ عَلَى الِاشْتِغَالِ بِفِعْلٍ مُضْمَرٍ، أَيْ: لَنُبَوِّئَنَّ الَّذِينَ. وَرَدَّهُ الشَّيْخُ: بِأَنَّهُ لَا يَجُوزُ أَنْ يُفَسِّرَ عَامِلًا إِلَّا مَا جَازَ أَنْ يَعْمَلَ، وَأَنْتَ لَوْ قُلْتُ: "زَيْدًا لَأَضْرِبَنَّ" لَمْ يَجُزْ، فَكَذَا لَا يَجُوزُ "زَيْدًا لَأَضْرِبَنَّهُ".
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=41لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ يَجُوزُ أَنْ يَعُودَ الضَّمِيرُ عَلَى الْكُفَّارِ، أَيْ: لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ذَلِكَ لَرَجَعُوا مُسْلِمِينَ، أَوْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ، أَيْ: لَاجْتَهَدُوا فِي الْهِجْرَةِ وَالْإِحْسَانِ، كَمَا فَعَلَ غَيْرُهُمْ.