الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (6) قوله تعالى: قبل الحسنة : فيه وجهان، أحدهما: أنه متعلق بالاستعجال ظرفا له، والثاني: أنه متعلق بمحذوف على أنه حال مقدرة من "السيئة" قاله أبو البقاء.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 20 ] قوله: وقد خلت يجوز أن تكون حالا وهو الظاهر، وأن تكون مستأنفة. والعامة على فتح الميم وضم المثلثة، الواحدة "مثلة" كسمرة وسمرات، وهي العقوبة الفاضحة. قال ابن عباس: العقوبات المستأصلات كمثلة قطع الأذن والأنف ونحوهما، سميت بذلك لما بين العقاب والمعاقب من المماثلة كقوله: وجزاء سيئة سيئة مثلها ، أو لأخذها من المثال بمعنى القصاص، يقال: أمثلت الرجل من صاحبه وأقصصته، بمعنى واحد، أو لأخذها من ضرب المثل لعظم شأنها.

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ ابن مصرف بفتح الميم وسكون الثاء. قيل: وهي لغة الحجاز في "مثلة". وقرأ ابن وثاب بضم الميم وسكون الثاء، وهي لغة تميم. وقرأ الأعمش ومجاهد بفتحهما، وعيسى بن عمر وأبو بكر في رواية بضمهما.

                                                                                                                                                                                                                                      فأما الضم والإسكان فيجوز أن يكون أصلا بنفسه لغة، وأن يكون مخففا من قراءة من ضمهما. وأما ضمهما فيحتمل أيضا أن يكون أصلا بنفسه لغة، وأن يكون إتباعا من قراءة الضم والإسكان نحو: العسر في العسر، وقد عرف ما فيه.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: على ظلمهم حال من "للناس". والعامل فيها قال أبو البقاء: "مغفرة" يعني أنه هو العامل في صاحبها.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية