الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (50) قوله تعالى: سرابيلهم من قطران : مبتدأ وخبر في محل نصب على الحال: إما من "المجرمين"، وإما من "مقرنين"، وإما من ضميره. ويجوز أن تكون مستأنفة، وهو الظاهر.

                                                                                                                                                                                                                                      والسرابيل: الثياب. وسربلته، أي: ألبسته السربال. قال:


                                                                                                                                                                                                                                      2920 - أودى بنعلي وسرباليه

                                                                                                                                                                                                                                      ويطلق على ما يحصن في الحرب، من الدرع وشبهه، قال تعالى: وسرابيل تقيكم بأسكم .

                                                                                                                                                                                                                                      والقطران: ما يستخرج من شجر، فيطبخ وتطلى به الإبل الجرب ليذهب جربها بحدته، وهو أفضل الأشياء للاشتعال به. وفيه لغات: قطران بفتح القاف وكسر الطاء، وهي قراءة العامة. وقطران بزنة سكران وبها قرأ عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب. وقال أبو النجم:


                                                                                                                                                                                                                                      2921 - لبسه القطران والمسوحا

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 133 ] وقطران بكسر القاف وسكون الطاء بزنة سرحان، ولم يقرأ بها فيما علمت.

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ جماعة كثيرة منهم علي بن أبي طالب وابن عباس وأبو هريرة والحسن: "بقطر" بفتح القاف وكسر الطاء وتنوين الراء، "آن" بوزن عان، جعلوهما كلمتين، والقطر: النحاس، والآني: اسم فاعل من أنى يأني، أي: تناهى في الحرارة كقوله: وبين حميم آن ، وعن عمر رضي الله عنه: "ليس بالقطران، ولكنه النحاس الذي يصير بلونه".

                                                                                                                                                                                                                                      وقرئ: "وتغشى" بتشديد الشين، أي: وتتغشى، فحذف إحدى التاءين.

                                                                                                                                                                                                                                      وقرئ برفع "وجوههم" ونصب "النار" على سبيل المجاز، جعل ورود الوجوه النار غشيانا.

                                                                                                                                                                                                                                      والجملة من قوله: "وتغشى" قال أبو البقاء: "حال أيضا"، يعني أنها معطوفة على الحال، ولا يعني أنها حال، والواو للحال; لأنه مضارع مثبت.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية