الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (13) لا يؤمنون به وقد خلت سنة الأولين والهاء في: به يجوز عودها على ما تقدم من الثلاثة، ويكون تأويل عودها على الاستهزاء والشرك، أي: لا يؤمنون بسببه. وقيل: للرسول، وقيل: للقرآن. وقال أبو البقاء: "ويجوز أن يكون حالا، أي: لا يؤمنون مستهزئين". قلت: كأنه جعل "به" متعلقا بالحال المحذوفة قائما مقامها، وهو مردود; لأن الجار إذا وقع حالا أو نعتا أو صلة أو خبرا تعلق بكون مطلق لا خاص، وكذا الظرف. [ ص: 148 ] ومحل لا يؤمنون النصب على الحال، ويجوز أن لا يكون لها محل، لأنها بيان لقوله: كذلك نسلكه .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وقد خلت سنة الأولين استئناف.

                                                                                                                                                                                                                                      والسلك: الإدخال. يقال: سلكت الخيط في الإبرة، ومنه: ما سلككم في سقر يقال: سلكه وأسلكه، أي: نظمه، قال الشاعر:


                                                                                                                                                                                                                                      2935 - وكنت لزاز خصمك لم أعرد وقد سلكوك في أمر عصيب

                                                                                                                                                                                                                                      وقال الآخر في "أسلك":


                                                                                                                                                                                                                                      2936 - حتى إذا أسلكوهم في قتائدة     شلا كما تطرد الجمالة الشردا

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية