آ. (4) قوله تعالى:
nindex.php?page=treesubj&link=28987_28908nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=4من نطفة متعلق بـ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=3 "خلق" و "من"
[ ص: 190 ] لابتداء الغاية. والنطفة: القطرة من الماء، نطف رأسه ماء، أي: قطر. وقيل: هي الماء الصافي ويعبر بها عن ماء الرجل، ويكنى بها عن اللؤلؤة، ومنه صبي منطف: إذا كان في أذنه لؤلؤة، ويقال: ليلة نطوف: إذا جاء فيها مطر. والناطف: ما سال من المائعات، نطف ينطف، أي: سال فهو ناطف. وفلان ينطف بسوء.
قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=4فإذا هو خصيم عطف هذه الجملة على ما قبلها. فإن قيل: الفاء تدل على التعقيب، ولا سيما وقد وجد معها "إذا" التي تقتضي المفاجأة، وكونه خصيما مبينا لم يعقب خلقه من نطفة، إنما توسطت بينهما وسائط كثيرة. فالجواب من وجهين، أحدهما: أنه من باب التعبير عن حال الشيء بما يؤول إليه، كقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=36أعصر خمرا . والثاني: أنه أشار بذلك إلى سرعة نسيانهم مبدأ خلقهم. وقيل: ثم وسائط محذوفة. والذي يظهر أن قوله "خلق" عبارة عن إيجاده وتربيته إلى أن يبلغ حد هاتين الصفتين.
و
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=4 "خصيم" فعيل، مثال مبالغة من خصم بمعنى اختصم، ويجوز أن يكون مخاصم كالخليط والجليس.
آ. (4) قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=treesubj&link=28987_28908nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=4مِنْ نُطْفَةٍ مُتَعَلِّقٌ بِـ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=3 "خَلَقَ" وَ "مِنْ"
[ ص: 190 ] لِابْتِدَاءِ الْغَايَةِ. وَالنُّطْفَةُ: الْقَطْرَةُ مِنَ الْمَاءِ، نَطَفَ رَأْسُهُ مَاءً، أَيْ: قَطَرَ. وَقِيلَ: هِيَ الْمَاءُ الصَّافِي وَيُعَبَّرُ بِهَا عَنْ مَاءِ الرَّجُلِ، وَيُكْنَى بِهَا عَنِ اللُّؤْلُؤَةِ، وَمِنْهُ صَبِيٌّ مُنَطَّفٌ: إِذَا كَانَ فِي أُذُنِهِ لُؤْلُؤَةٌ، وَيُقَالُ: لَيْلَةٌ نَطُوفٌ: إِذَا جَاءَ فِيهَا مَطَرٌ. وَالنَّاطِفُ: مَا سَالَ مِنَ الْمَائِعَاتِ، نَطَفَ يَنْطِفُ، أَيْ: سَالَ فَهُوَ نَاطِفٌ. وَفُلَانٌ يَنْطِفُ بِسُوءٍ.
قَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=4فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ عَطَفَ هَذِهِ الْجُمْلَةَ عَلَى مَا قَبْلَهَا. فَإِنْ قِيلَ: الْفَاءُ تَدُلُّ عَلَى التَّعْقِيبِ، وَلَا سِيَّمَا وَقَدْ وُجِدَ مَعَهَا "إِذَا" الَّتِي تَقْتَضِي الْمُفَاجَأَةَ، وَكَوْنُهُ خَصِيمًا مُبِينًا لَمْ يَعْقُبْ خَلْقَهُ مِنْ نُطْفَةٍ، إِنَّمَا تَوَسَّطَتْ بَيْنَهُمَا وَسَائِطُ كَثِيرَةٌ. فَالْجَوَابُ مِنْ وَجْهَيْنِ، أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ مِنْ بَابِ التَّعْبِيرِ عَنْ حَالِ الشَّيْءِ بِمَا يَؤُولُ إِلَيْهِ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=36أَعْصِرُ خَمْرًا . وَالثَّانِي: أَنَّهُ أَشَارَ بِذَلِكَ إِلَى سُرْعَةِ نِسْيَانِهِمْ مَبْدَأَ خَلْقِهِمْ. وَقِيلَ: ثَمَّ وَسَائِطُ مَحْذُوفَةٌ. وَالَّذِي يَظْهَرُ أَنَّ قَوْلَهُ "خَلَقَ" عِبَارَةٌ عَنْ إِيجَادِهِ وَتَرْبِيَتِهِ إِلَى أَنْ يَبْلُغَ حَدَّ هَاتَيْنِ الصِّفَتَيْنِ.
وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=4 "خَصِيمٌ" فَعِيلٌ، مِثَالُ مُبَالَغَةٍ مِنْ خَصَمَ بِمَعْنَى اخْتَصَمَ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مُخَاصِمٌ كَالْخَلِيطِ وَالْجَلِيسِ.