[ ص: 235 ] آ. (51) قوله تعالى:
nindex.php?page=treesubj&link=28987_28908nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=51اثنين : فيه قولان، أحدهما: أنه مؤكد ل
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=51 "إلهين" وعليه أكثر الناس، و "اتخذ" على هذا يحتمل أن تكون متعدية لواحد، وأن تكون متعدية لاثنين، والثاني منها محذوف، أي: لا تتخذوا إلهين اثنين معبودا.
والثاني: أن
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=51 "اثنين" مفعول أول، وإنما أخر، والأصل: لا تتخذوا اثنين إلهين، وفيه بعد.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء: "هو مفعول ثان"، وهذا كالغلط إذ لا معنى لذلك البتة، وكلام
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري هنا يفهم أنه ليس بتأكيد، فإنه قال: فإن قلت: إنما جمعوا بين العدد والمعدود فيما وراء الواحد والاثنين، فقالوا: عندي رجال ثلاثة وأفراس أربعة; لأن المعدود عار عن العدد الخاص، فأما رجل ورجلان وفرس وفرسان فمعدودان فيهما دلالة على العدد، فلا حاجة على أن يقال: رجل واحد، ورجلان اثنان، فما وجه قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=51إلهين اثنين ؟ قلت: الاسم الحامل لمعنى الإفراد أو التثنية دل على شيئين: على الجنسية والعدد المخصوص، فإذا أريدت الدلالة على أن المعني به منهما والذي يساق إليه الحديث هو العدد شفع بما يؤكد العدد، فدل به على القصد إليه والعناية به، ألا ترى أنك لو قلت: إله، ولم تؤكده بواحد لم يحسن، وخيل أنك تثبت الإلهية لا الوحدانية.
وقال الشيخ: "لما كان الاسم الموضوع للإفراد والتثنية قد يتجوز به فيراد به الجنس نحو: نعم الرجل زيد، ونعم الرجلان الزيدان، وقول
[ ص: 236 ] الشاعر:
2977 - فإن النار بالعودين تذكى وإن الحرب أولها الكلام
أكد الموضوع لهما بالوصف فقيل: إلهين اثنين، وقيل: إله واحد".
قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=51 "فإياي" منصوب بفعل مضمر مقدر بعده، يفسره هذا الظاهر، أي: إياي ارهبوا فارهبون. وقدر
nindex.php?page=showalam&ids=13366ابن عطية "ارهبوا إياي فارهبون". قال الشيخ: "وهو ذهول عن القاعدة النحوية، وهي أن المفعول إذا كان ضميرا منفصلا والفعل متعد لواحد وجب تأخير الفعل نحو:
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=5إياك نعبد ولا يجوز أن يتقدم إلا في ضرورة كقوله:
2978 - إليك حتى بلغت إياكا
وهذا قد مر تقريره في أول البقرة. وقد يجاب عن
nindex.php?page=showalam&ids=13366ابن عطية: بأنه لا يقبح في الأمور التقديرية ما يقبح في [الأمور] اللفظية. وفي قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=51 "فإياي" التفات من غيبة وهي قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=51وقال الله إلى تكلم وهو قوله "فإياي" ثم التفت إلى الغيبة أيضا في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=52وله ما في السماوات .
[ ص: 235 ] آ. (51) قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=treesubj&link=28987_28908nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=51اثْنَيْنِ : فِيهِ قَوْلَانِ، أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ مُؤَكِّدٌ لِ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=51 "إِلَهَيْنِ" وَعَلَيْهِ أَكْثَرُ النَّاسِ، وَ "اتَّخَذَ" عَلَى هَذَا يُحْتَمَلُ أَنْ تَكُونَ مُتَعَدِّيَةً لِوَاحِدٍ، وَأَنْ تَكُونَ مُتَعَدِّيَةً لِاثْنَيْنِ، وَالثَّانِي مِنْهَا مَحْذُوفٌ، أَيْ: لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ مَعْبُودًا.
وَالثَّانِي: أَنَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=51 "اثْنَيْنِ" مَفْعُولٌ أَوَّلُ، وَإِنَّمَا أُخِّرَ، وَالْأَصْلُ: لَا تَتَّخِذُوا اثْنَيْنِ إِلَهَيْنِ، وَفِيهِ بُعْدٌ.
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14803أَبُو الْبَقَاءِ: "هُوَ مَفْعُولٌ ثَانٍ"، وَهَذَا كَالْغَلَطِ إِذْ لَا مَعْنَى لِذَلِكَ الْبَتَّةَ، وَكَلَامُ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيِّ هُنَا يُفْهِمُ أَنَّهُ لَيْسَ بِتَأْكِيدٍ، فَإِنَّهُ قَالَ: فَإِنْ قُلْتَ: إِنَّمَا جَمَعُوا بَيْنَ الْعَدَدِ وَالْمَعْدُودِ فِيمَا وَرَاءَ الْوَاحِدِ وَالِاثْنَيْنِ، فَقَالُوا: عِنْدِي رِجَالٌ ثَلَاثَةٌ وَأَفْرَاسٌ أَرْبَعَةٌ; لِأَنَّ الْمَعْدُودَ عَارٍ عَنِ الْعَدَدِ الْخَاصِّ، فَأَمَّا رَجُلٌ وَرَجُلَانِ وَفَرَسٌ وَفَرَسَانِ فَمَعْدُودَانِ فِيهِمَا دَلَالَةٌ عَلَى الْعَدَدِ، فَلَا حَاجَةَ عَلَى أَنْ يُقَالَ: رَجُلٌ وَاحِدٌ، وَرَجُلَانِ اثْنَانِ، فَمَا وَجْهُ قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=51إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ ؟ قُلْتُ: الِاسْمُ الْحَامِلُ لِمَعْنَى الْإِفْرَادِ أَوِ التَّثْنِيَةِ دَلَّ عَلَى شَيْئَيْنِ: عَلَى الْجِنْسِيَّةِ وَالْعَدَدِ الْمَخْصُوصِ، فَإِذَا أُرِيدَتِ الدَّلَالَةُ عَلَى أَنَّ الْمَعْنِيَّ بِهِ مِنْهُمَا وَالَّذِي يُسَاقُ إِلَيْهِ الْحَدِيثُ هُوَ الْعَدَدُ شُفِعَ بِمَا يُؤَكِّدُ الْعَدَدَ، فَدَلَّ بِهِ عَلَى الْقَصْدِ إِلَيْهِ وَالْعِنَايَةِ بِهِ، أَلَا تَرَى أَنَّكَ لَوْ قُلْتُ: إِلَهٌ، وَلَمْ تُؤَكِّدْهُ بِوَاحِدٍ لَمْ يَحْسُنْ، وَخُيِّلَ أَنَّكَ تُثْبِتُ الْإِلَهِيَّةَ لَا الْوَحْدَانِيَّةَ.
وَقَالَ الشَّيْخُ: "لَمَّا كَانَ الِاسْمُ الْمَوْضُوعُ لِلْإِفْرَادِ وَالتَّثْنِيَةِ قَدْ يُتَجَوَّزُ بِهِ فَيُرَادُ بِهِ الْجِنْسُ نَحْوَ: نِعْمَ الرَّجُلُ زَيْدٌ، وَنِعْمَ الرَّجُلَانِ الزَّيْدَانِ، وَقَوْلِ
[ ص: 236 ] الشَّاعِرِ:
2977 - فَإِنَّ النَّارَ بِالْعُودَيْنِ تُذْكَى وَإِنَّ الْحَرْبَ أَوَّلُهَا الْكَلَامُ
أَكَّدَ الْمَوْضُوعَ لَهُمَا بِالْوَصْفِ فَقِيلَ: إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ، وَقِيلَ: إِلَهٌ وَاحِدٌ".
قَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=51 "فَإِيَّايَ" مَنْصُوبٌ بِفِعْلٍ مُضْمَرٍ مُقَدَّرٍ بَعْدَهُ، يُفَسِّرُهُ هَذَا الظَّاهِرُ، أَيْ: إِيَّايَ ارْهَبُوا فَارْهَبُونِ. وَقَدَّرَ
nindex.php?page=showalam&ids=13366ابْنُ عَطِيَّةَ "ارْهَبُوا إِيَّايَ فَارْهَبُونِ". قَالَ الشَّيْخُ: "وَهُوَ ذُهُولٌ عَنِ الْقَاعِدَةِ النَّحْوِيَّةِ، وَهِيَ أَنَّ الْمَفْعُولَ إِذَا كَانَ ضَمِيرًا مُنْفَصِلًا وَالْفِعْلَ مُتَعَدٍّ لِوَاحِدٍ وَجَبَ تَأْخِيرُ الْفِعْلِ نَحْوَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=5إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَتَقَدَّمَ إِلَّا فِي ضَرُورَةٍ كَقَوْلِهِ:
2978 - إِلَيْكَ حَتَّى بَلَغَتْ إِيَّاكَا
وَهَذَا قَدْ مَرَّ تَقْرِيرُهُ فِي أَوَّلِ الْبَقَرَةِ. وَقَدْ يُجَابُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13366ابْنِ عَطِيَّةَ: بِأَنَّهُ لَا يَقْبَحُ فِي الْأُمُورِ التَّقْدِيرِيَّةِ مَا يَقْبُحُ فِي [الْأُمُورِ] اللَّفْظِيَّةِ. وَفِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=51 "فَإِيَّايَ" الْتِفَاتٌ مِنْ غَيْبَةٍ وَهِيَ قَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=51وَقَالَ اللَّهُ إِلَى تَكَلُّمٍ وَهُوَ قَوْلُهُ "فَإِيَّايَ" ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى الْغَيْبَةِ أَيْضًا فِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=52وَلَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ .