الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
فصل :

240 - أخبرنا محمد بن أحمد بن علي الفقيه ، أنا إبراهيم بن عبد الله بن خورشيد قوله : أنا عبد الله بن محمد بن زياد ، أنا جعفر بن محمد أبو الفضل الخفاف بأنطاكية ، ثنا حجاج ، ثنا المسعودي ، عن يونس بن خباب ، عن ابن يعلى بن مرة الثقفي ، عن أبيه ، قال : شهدت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مشاهد لم يشهدها أحد كان معنا ، خرجت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض مغازيه ، فأراد الحاجة ، فقال : يا يعلى هل شيء يواريني ، فقلت : ما أرى إلا أشاءتين ، فإن اجتمعتا ، فلعلهما أن توارياك ، قال : قل لهما : فلتجتمعا بإذن الله ، فاجتمعتا ، فقضى [ ص: 188 ] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حاجته ، ثم قال : يا يعلى مرهما ، فلتصر كل واحدة منهما مكانها ، ثم سرنا ، فإذا امرأة قد عرضت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقالت : يا رسول الله ، إن ابني يصاب ، فأخذه النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فتفل في فيه ، فقال : أخس عدو الله ، أنا محمد ، ثم سرنا ، فلما رجعنا إذا هي تهدي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وقالت : يا رسول الله ، ما عرض له منذ فارقتنا ، ثم سرنا حتى رجعنا إلى المدينة ، فإذا عود بارك عيناه تهملان ، فقال : من صاحب هذا العود ، قالوا : فلان ، قال : إنه ليخبرني أنه قد نضح لأهله منذ كذا ، وكذا ، وقد أرادوا نحره ، فأرسل إلى صاحبه ، فقال : بعنيه ، قال : بل هو لك يا رسول الله ، قال : ألقه في إبلك ، وأحسن إليه .

قال الإمام - رحمه الله - : الأشاءة : النخلة ، والعود : الجمل المسن ، وقوله : يصاب ، أي : يصيبه الجنون ، تهملان : يسيلان ، نضح : استقى ، تفل : ألقى ريقه في فيه .

التالي السابق


الخدمات العلمية