الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
5 - ( 355 ) : حدثنا محمد بن بشار ، قال : ثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي ، قال : ثنا أبو مسعود الجريري ، أو غيره - وأكثر ظني الجريري - عن الحسن عن أنس بن [ ص: 611 ] مالك ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم قال : " إن الناس يحشرون يوم القيامة يحبسون ما شاء الله أن يحبسوا ، فيهم المؤمنون ، فيجتمعون فيقولون : انظروا من يشفع لنا إلى ربنا ؟ فيسرحنا من منزلنا هذا ، فيقصدون الأنبياء كلهم ، ثم يقولون : لست هناكم ، لست هناكم ، ثم يعودون إلى آدم ، فيقول : لهم : يا بني أرأيتم لو أن أحدكم جعل متاعا في عيبة ثم ختم عليها ، أيؤتى متاعه إلا من قبل الخاتم وإن محمدا صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين ، وهو يفتح الساعة ، فعليكم به ، فأوتى ، حتى آتي باب الجنة ، فأستفتح الباب ، فيفتح لي ، فإذا رأيت ربي خررت له ساجدا ، (فيدعني ساجدا) ، ما شاء الله ثم يعلمني محامده ، أحمد بها ، لم يحمده بها أحد قبلي ، ولا يحمده بها أحد بعدي ، ثم يقال : يا محمد اشفع تشفع ، وسل تعط ، قال : ثم أقول : يا رب شفاعتي في كل طفل صغير - يريد من مات صغيرا - فيقال له : إن تلك ليست لك يا محمد وعزتي وجلالي وعظمتي لا أدع في النار عبدا مات لا يشرك بي شيئا ، إلا أخرجته منها ، وذكر لي أن رجلا يقول : يا رب إنه كان لي صديق ، فيحرم عليه حتى يخرج صديقه " .

قال أبو بكر : إن ثبت هذا الخبر بأن يكون عن الجريري بلا شك ، أو عن ثقة غيره ، فمعنى الخبر : (ثم أقول يا رب شفاعتي في كل طفل) ، لأن في الأخبار [ ص: 612 ] التي قدمنا ذكرها عن أنس دلالة على أنه يؤذن له في الشفاعة ثلاث مرات .

. . . قد حدثنا بخبر سعيد موسى بن عبد الرحمن المسروقي ، قال : ثنا أبو أسامة قال : أخبرنا سعيد بن أبي عروبة ، قال : ثنا قتادة ، عن أنس ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إذا اجتمع المؤمنون يوم القيامة . . . " فذكر الحديث بطوله .

إلى قوله : (فآتيه الرابعة فأقول : يا رب ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن) ، قال قتادة : أى وجب عليه الخلود ، قال قتادة : وثنا أنس بن مالك أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم قال : (فيخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن ذرة " .

قال قتادة : وأهل العلم يرون أن المقام المحمود الذي قال الله عز وجل : عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا قال : الشفاعة يوم القيامة .

قال أبو بكر : فهذا الخبر يدل على أن النبي - صلى الله عليه وسلم يشفع مرات ، ولهذا الفصل باب طويل ، سيأتي في موضعه من هذا الكتاب .

إن الله وفق لذلك وشاء .

[ ص: 613 ] 6 - ( 356 ) : حدثنا محمد بن عثمان بن أبي صفوان ، قال : ثنا محمد بن أبي عدي ، قال : ثنا سعيد ، نحو حديث أبي موسى بطوله .

7 - ( 357 ) : حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني ، قال : ثنا عفان - يعني ابن مسلم - قال : ثنا حماد - هو ابن سلمة - قال : ثنا ثابت عن أنس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم . . . . . [ ص: 614 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية