الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
6 - ( 396 ) : حدثنا أحمد بن يوسف السلمي ، قال : ثنا عمرو بن أبي سلمة ، عن زهير - وهو ابن محمد - عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي " .

7 - ( 397 ) : حدثنا محمد بن رافع ، قال : ثنا سليمان بن داود الطيالسي عن الحكم بن خزرج .

[ ص: 656 ] 8 - (000) : وثنا علي بن مسلم ، قال : ثنا أبو داود ، قال : ثنا الحكم بن خزرج ، قال : ثنا ثابت ، عن أنس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي "

قال أبو بكر : قوله صلى الله عليه وسلم : في ذكر الشفاعة في الأخبار التي قدمناها في الباب ، قبل هذا الباب ، " هي لكل مسلم " يريد أني أشفع لجميع المسلمين ، في الابتداء للنبيين ، والشهداء ، والصالحين وجميع المسلمين ، فيخلصهم الله من الموقف الذي قد أصابهم فيه من الغم والكرب ما قد أصابهم في ذلك الموطن ، ليقضي الله بينهم ويعجل حسابهم على ما قد بين في الأخبار ، التي قد أمليتها ، بطولها .

فأما قوله : " شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي " فإنما أراد شفاعتي بعد هذه الشفاعة ، التي قد عمت جميع المسلمين هي شفاعة لمن قد أدخل النار ، من المؤمنين ، بذنوب وخطايا ، قد ارتكبوها ، لم يغفرها الله لهم ، في الدنيا ، فيخرجوا من النار ، بشفاعته ، فمعنى قوله صلى الله عليه وسلم : " شفاعتي لأهل الكبائر " أى من ارتكب من الذنوب الكبائر ، فأدخلوا النار بالكبائر ، إذ الله عز وجل وعد تكفير الذنوب الصغائر باجتناب الكبائر ، على ما قد بينت ، في قوله تعالى : [ ص: 657 ] إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه وقد سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم خالقه ، وبارئه ، عز وجل ، أن يوليه شفاعة فيمن سفك بعضهم دماء بعض ، من أمته ، فأجيب إلى مسألته وطلبه ، وسفك دماء المسلمين ، من أعظم الكبائر ، إذا سفكت بغير حق ، ولا كبيرة ، بعد الشرك بالله ، والكفر أكبر من هذه الحوبة .

التالي السابق


الخدمات العلمية