الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
64 - " باب ذكر خبر روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في إخراج شاهد أن لا إله إلا الله من النار " .

أفرق أن يسمع به بعض الجهال ، فيتوهم أن قائله بلسانه ، من غير تصديق قلب ، يخرج من النار ، جهلا ، وقلة معرفة بدين الله ، وأحكامه ، ولجهله بأخبار النبي صلى الله عليه وسلم مختصرها ومتقصاها ، وإنا لتوهم بعض الجهال أن شاهد لا إله إلا الله ، من غير أن يشهد أن لله رسلا وكتبا ، وجنة ، ونارا وبعثا وحسابا ، يدخل الجنة ، أشد فرقا إذ أكثر أهل زماننا ، لا يفهمون هذه الصناعة ، ولا يميزون بين الخبر المتقصى وغيره ، وربما خفي عليهم الخبر المتقصى . فيحتجون بالخبر المختصر ، يترأسون قبل التعلم قد حرموا الصبر على طلب العلم ، ولا يصبروا حتى يستحقوا الرئاسة فيبلغوا منازل العلماء .

[ ص: 694 ] 1 - ( 439 ) : حدثنا أبو حفص عمرو بن علي ، والعباس بن عبد العظيم العنبري ، وعمر بن حفص الشيباني ، وأبو الأزهر ، حوثرة بن محمد قالوا : ثنا حماد بن مسعده ، قال : ثنا عمران العمي ، عن الحسن ، عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما زلت أشفع إلى ربي ، ويشفعني حتى قلت : أى ربي . شفعني فيمن قال لا إله إلا الله فقال : يا محمد هذه ليست لك ولا لأحد ، وعزتي وجلالي ورحمتي لا أدع في النار أحدا ، قال : لا إله إلا الله " .

هذا حديث عمرو بن علي ، وقال عمر بن حفص ، فقال : " إنما ذلك لي ، وعزتي وجلالي ورحمتي ، لا أدع في النار عبدا قال لا إله إلا الله " وقال أبو الأزهر عن عمران العمي وقال : " ولا لأحد هي لي ، فلا يبقى في النار أحد قال لا إله إلا الله ، إلا أخرج منها " وفي خبر حماد بن زيد ، عن معبد بن هلال ، في آخر الخبر ، وفي ذكر الزيادة التي زادها الحسن ، عن أنس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم " فأقول : أى رب ، ائذن لي ، فيمن قال لا إله إلا الله قال : فيقال : ليس ذلك لك ، ولكن وعزتي وجلالي وكبريائي ، وعظمتي ، لأخرجن منها من قال لا إله إلا الله " .

[ ص: 695 ] 2 - ( 440 ) : حدثناه أحمد بن عبدة ، قال ثنا حماد ، قال : ثنا معبد بن هلال العنزي ، خرجته بطوله ، في باب آخر.

قال أبو بكر : " حتى قلت " يريد حتى أقول ، وقال العباس يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال : " حتى أقول : أى رب - وقال - أما وعزتي وحلمي ورحمتي " .

[ ص: 696 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية